بقلم: بسام العطار
تفرض أزمة المياه نفسها وبقوة على الكثير من الأحياء السكنية في قطاع غزة مع طول أمد أزمة الكهرباء التي فاقمت المشكلة وأوصلتها إلى ذروتها خلال الأسابيع الأخيرة.
سكان مخيم دير البلح وسط القطاع، نموذج مصغر لهذه المعاناة وحالة القهر، حيث يقضون معظم أيامهم بلا مياه أو كهرباء خاصة في ظل أجواء الصيف الحارة.
وتعيش المسنة أم طلال البحيصي (85 عاما) من سكان المخيم هي وعائلتها أوضاع صعبة للغاية بسبب عدم توفر المياه في منزلها لأكثر من ثلاثة أيام.
وتقول”: “الله يحاسب الي كان السبب في انقطاع المياه عن بيتي، يومين لم نشوف نقطة ميه والكهرباء 17 ساعة قاطعة، إحنا مدفونين بالحيا مش عايشين، مخنوقين من الحصار والإغلاق وكرامتنا فوق كل شيء لن نركع”.
أما ربة المنزل أم فارس فهي تعاني ذات المعاناة التي تعاني منها جارتها أم طلال، فالمياه لم تصلهم منذ أربعة أيام، ما يحرمهم من إتمام عملها البيتي أو حتى الوضوء للصلاة .
أم فارس تقول ” إن هذه الأزمة زادت من العبء المالي عليهم، حين يضطرون لشراء المياه من الموزعين التابعين لشركات خاصة، وذلك لتعبئة خزان المياه والتي لا تكفي ليوم واحد”.
وضع أكثر مأساوية وجدناه عند أبو حسن الشعافي وهو رب لأسرة مكونة من 7 أفراد حيث يقول: “المياه لا تصل لبيتي أسبوع أو أكثر، لأن الجيران يقومون بتشغيل مولدات لسحب المياه أثناء عودة الكهرباء وبالتالي لا تصلني المياه في هذه الفترة”.
ويضيف أنه اشترى المياه مجبرا بقيمة 300 شيكل خلال أسبوعين فقط وهو لا يملك دخلا دائما، حتى تتمكن عائلته من الشرب وغسيل الملابس والاستحمام وتنظيف الصحون وغيرها من الأعمال المنزلية الهامة.
بلدية دير البلح حذرت من الآثار الخطيرة على زيادة ساعات انقطاع التيار الكهربائي على قطاع المياه، لاسيما في ظل عدم وصول المياه للمواطنين أحيانا لأكثر من ثلاثة أيام.
رئيس البلدية سعيد نصار أوضح أنه ومنذ بداية الأزمة الأخيرة للكهرباء قبل نحو ثلاثة أشهر، وجدت البلدية صعوبة كبير في تشغيل مضخات المياه لمنازل المواطنين بسبب وصول ساعات قطع الكهرباء لأكثر من 15 ساعة .
وأضاف أن البلدية عمدت مجبرة إلى تشغيل آبار مياه جنوب المدينة تم إغلاقها في السابق بسبب ملوحة مياها، بهدف ايصال المياه للمواطنين خلال وصل الكهرباء لأربع ساعات، حتى ولو كانت سيئة في ظل هذه الأزمة.
أشار نصار إلى أن تشغيل الآبار التي تضخ المياه يفاقم من أزمة البلدية التي تعاني من شح الموارد في ظل عدم التحصيل من المواطنين لا سيما بعد الخصومات على الرواتب.
وكشف النقاب عن وجود “تقنين” في ضخ المياه للمواطنين، في إطار جدول معين لعدة ساعات، مؤكدًا أنه لا يمكن ملء شبكة المياه خلال ساعات التشغيل بخلاف وصولها إلى المنازل.
وشدد رئيس بلدية دير البلح، على أن استمرار الوضع على حاله أياما أخرى سيحد من قدرتهم على ضخ الأربع ساعات وقد تبقى منازل المواطنين لأيام بدون مياه.
ويعيش قطاع غزة أزمة كهرباء كبيرة، حيث يصل التيار 3-4 ساعات لكل منزل يوميًا وما يعرف بنظام (4 ساعات وصل و12 ساعة قطع) أحيانا، بسبب توقف محطة توليد الكهرباء، وفي حال حدوث أي أعطال على الخطوط المصرية الإسرائيلية تصل ساعتين فقط كل 30 ساعة قطع.
Discussion about this post