غزة أونلاين – غزة
خمس شواكل، يجنيها الطفل الفلسطيني إبراهيم (16 عاماً)، بعد يوماً كاملاً من العمل الشاق تحت أشعة الشمس الحارقة وهو صائم، في أرض البورة أو كما يسميها سكان المنطقة “عزبة الباشا” على الحدود الشرقية لمدينة بيت حانون شمال قطاع غزة، وغالباً يعود بدونها.
ويصف الطفل إبراهيم وملامح التعب قد ظهرت عليه، منذ بدء الإجازة الصيفية وانتهاء الدوام المدرسي وأنا أعمل بين الحجارة والركام واستخرج منها القطع البلاستيكية. وذكر أنه في اليوم الواحد يجمع ما يعادل خمسة كيلوات من القطع البلاستكية، وهي عبارة عن (البرابيش الكهربائية السوداء المدفونة داخل الحجار وأعمدة الباطون) ويخرجها منها بمعاناة كبيرة عقب تكسيرها، ويباع الكيلو الواحد منها بشيكل إسرائيلي.
ويوضح إبراهيم أنه لجأ للعمل في جمع البلاستيك ليتمكن من مساعدة والده العاطل عن العمل في إعالة وتوفير الطعام لعائلتهما المكونة من 15 فرداً، مبيناً أنه في بعض الأيام يمضي يوماً كاملاً تحت أشعة الشمس ويعود إلى المنزل فارغ اليدين، مشيراً إلى أن تلك الأيام تكون فيها نسبة وصول عربات نقل الركام قليلة وهو ما يعني لديه بأن:”اليوم ضرب وضاع على الفاضي”.
ويشارك إبراهيم في ذات المهنة وذات تجمع الركام عشرات الأطفال من عمره أو أقل، جميعهم دفعتهم ظروف عائلتهم الصعبة للعمل بحثاً عن الرزق كما يقول إبراهيم الذي يشكل مصدر رزق عائلته أيضا: لو لم يكن وضع عائلتي الاقتصادي صعب خاصة بعدما تضرر منزلنا بشكل جزئي خلال العدوان الإسرائيلي الصيف الماضي، لما عملت في هذه المهنة، مضيفاً بأن المسئولين الفلسطينيين يجب أن يتحملوا مسئولياتهم اتجاههم كأطفال وكأصحاب بيوت مدمرة.
ويتابع إبراهيم الذي يستعد خلال العام القادم للدخول في الصف الثامن والحصول على درجات ممتازة خلال العام الحالي،:نحن أطفال ومن حقنا أن نعيش حياة كريمة وأنا غير سعيد هنا بين الركام وتحت الشمس لكن هنا أفضل من التسول فأنا أحصل على قوت عائلتي من العمل وحالي أفضل من غيري، لكني أتمني أن أعيش ظروفاً أفضل من ذلك”.
حال إبراهيم ليس أفضل من الشاب فارس المصري (21 عاماً)، الذي يعمل هو وأخوه وزوج أخته على عربة يجرها حصان، في جمع ركام البيوت المدمرة، ويحضرونها إلى تجمع الركام في “عزبة الباشا” مقابل خمس شواكل لكل عربة.
ويقول نجمع يومياً حوالي 19 إلى 20 عربة من الركام، ونحصل من صاحب تجمع الركام على مئة شيكل يجري تقسيمها على الأربعة حصص الأولي لي والثانية لأخي والثالثة لزوج أختي والربعة للحصان، بمعدل 25 شيكل لكل فرد”.
ويوضح أنهم جميعاً متزوجون ويعيلون عائلتهم، مبيناً أنهم يخرجون إلى العمل منذ ساعات الصباح الباكر ويعودون إلى منازلهم قبل موعد الإفطار بساعة أو أقل. مشيراً وهو يبتسم إلى أنه عندما باشر العمل في هذا المهنة نقل ركام منزلهم الذي دمرته إسرائيل خلال العدوان الأخير، وبعد ذلك بدأ في نقل ركام المنازل في محيط منزله.
ويتابع وهو مبتسم: الوضع بغزة صعب ولا يوجد فرص عمل وأنا متخوف من أن ينتهي ركام المنازل، وأتوقف عن العمل حينها سأموت من الجوع”، مشيراً إلى أنه كان يعمل في مجال البناء ولكن منذ انتهاء العدوان وهو عاطل عن العمل نتيجة عدم السماح لمواد البناء من قبل الاحتلال بالدخول إلى القطاع، متمنياً أن تشهد الأيام المقبلة حراكاً في مهنة البناء خاصة بعدما سمحت القاهرة بإدخال الإسمنت عبر معبر رفح البرى جنوب قطاع غزة.
ويعلق المواطن خليل درج صاحب تجمع الركام، أملاً كبيراً على إدخال الاسمنت من الجانب المصري إلى قطاع غزة، قائلاً: “عندما يدخل الاسمنت إلى القطاع يزيد الطلب على هذا الركام لأنه يستخدم في صناعة الحجارة، ولأغراض أخرى تخص تشطيب المنازل، مضيفاً أنه منذ فترة وحركة بيع الركام تشهد جموداً واسعاً، مبيناً أنه فقط يقوم بشراء ولا يوجد بيع.
ويلفت درج والذي يعيل سبعة أفراد إلى أنه يشترى يومياً حوالي ثلاثين عربة ركام، ويجمعها في المكان وينتظر شرائها من قبل أصحاب معامل الحجارة والكسرات، مبيناً أنه تمر عليه أيام لا يبيع فيها أي شيء، قائلاً: ” نحاول أن نمضي وقتنا هنا هروباً من واقع الحياة، وأفضل من الجلوس في البيت”.
الصمدر : وكالة القدس نت للأنباء
Discussion about this post