غزة أونلاين – غزة
بقلم : كمال عليان
لم يتخيل الشاب محمد الصليبي من مدينة غزة، الحاصل على درجة الدكتوراة في هندسة الاتصالات من إحدى الجامعات التركية، ألا يجد له عملا رسميا بعد عودته للقطاع قبل ثلاث سنوات.
و وفقا لإحصاءات سابقة لوزارة الاقتصاد الفلسطينية، فإن نسبة البطالة في قطاع غزة بلغت أكثر من40%، و وصل العجز في التوظيف إلى حوالي 65%.
ويقول الصليبي (29 عاما)، الذي يعمل حاليا سائقا على لإحدى سيارات الأجرة في القطاع: “حصلت على الدكتوراة بمعدل امتياز مع مرتبة الشرف، غير أن ذلك لم يشفع لي بالعمل في إحدى الجامعات الفلسطينية أو الدوائر الحكومية”.
ويضيف لم أترك أي وظيفة تتعلق بتخصصي إلا وتقدمت لها، ووضعت شهاداتي وأوراقي في معظم الجامعات بغزة، لدرجة أنني تقدمت لوظائف يطلبون فيها خريجي البكالوريوس والدبلوم، ولكن بلا جدوى، إلى أن اضطررت لتقديم أوراقي وشهادة الدكتوراة لبرامج البطالة”.
ويؤكد الصليبي أنه لطالما حلم بأن ينفع بلاده في تخصص الاتصالات الحديثة، إلا أنه صدم من الواقع المرير الذي وجده.
و لم يختلف حال الشاب عوض أحمد (29عاما) الحاصل على شهادة الدكتوراة في ذات التخصص “هندسة اتصالات”، كثيرا عما سبقه، فبعدما تخرج من الجامعة الوطنية الماليزية بتقدير امتياز قبل ثلاثة أعوام، قرر العودة إلى قطاع غزة ليخدم بلاده المحاصرة في مجال الاتصالات، إلا أن تفكيره لم يكن في محله، بعدما صدم بالواقع المرير.
ويقول أحمد : ” رفعت مناشدات لمعظم القيادات الفلسطينية، إلا أن شيئا لم يحدث طوال السنوات الماضية، سوى الوعود”، موضحا أن جميع طموحاته وأحلامه التي بناها في مخيلته قد انهارت.
ووفق تعريف منظمة العمل الدولية فإن العاطل عن العمل هو كل إنسان قادر وراغب في العمل ويبحث عنه ويقبله عند الأجر السائد ولكن دون جدوى.
وعود فقط
أما الشاب عائد مصطفى الحاصل على درجة الماجستير في اللغة العربية من الجامعة الاسلامية بغزة، فيؤكد أنه أكمل دراسته العليا رغم الظروف المادية الصعبة على أمل أن يجد عملا ثابتا في إحدى الجامعات أو الكليات بغزة.
ويقول مصطفى: “بعدما تخرجت من الجامعة تقدمت لجميع الوظائف الخاصة والحكومية وحتى البطالات في غزة، ووعدوني بالتوظيف، إلا أنهم لم يتصلوا بي بعدها”.
ويضيف “بعد زوال كل الطموحات التي كنت أحلم بها، عملت سائقا على إحدى السيارات حتى أعيل بيتي وأرد الجميل لأبي الذي صرف عليا الغالي والنفيس حتى أنهي دراستي”، معربا عن أمله في الحصول على وظيفة ثابتة في أقرب وقت ممكن.
وناشد خريجو شهادات الدراسات العليا جميع المسئولين للشعور بالشباب الخريجين الذين لا يجدون فرصة عمل، ووضعهم على سلم أولوياتهم.
اكتفاء نسبي
من جهته، أكد رئيس الكلية الجامعية للعلوم التطبيقية رفعت رستم صغر سوق العمل والاكتفاء النسبي في الجامعات الفلسطينية، وافتقاد القطاع من المراكز البحثية من أهم أسباب بطالة حملة شهادات الدراسات العليا في غزة.
وقال رستم : ” كما أن الكثير من الجامعات لا تكتفي بالشهادات العليا فقط، إنما تحتاج إلى الخبرة والشخصية وكيفية التعامل مع الطلاب، وهذا ما يفتقده الخريجون الجدد، نظرا لأنهم لم يمارسوا الحياة العملية”.
وأعرب الباحث المختص بالمشاريع عن أمله أن يتسع سوق العمل في غزة في الفترة المقبلة لاستيعاب جميع الخريجين وحملة الشهادات العليا، داعيا لإنشاء مراكز بحثية في القطاع لاستيعاب هؤلاء الخريجين.
بدوره، أكد وكيل وزارة المالية يوسف الكيالي أن مشروع تشغيل الـ 2500 خريج من قطاع غزة الذي بدأ تنفيذه بغزة قبل أيام، تم تمويله ذاتيا من الإيرادات المحلية التي تحصلها وزارة المالية رغم الأزمة الاقتصادية الذي تعاني منه حاليا.
و قال الكيالي إن وزارته تستشعر بمسئولياتها تجاه الخريجين بشكل خاص رغم الظروف الصعبة والأزمة المالية الخانقة التي تعاني منها، مبينا أن المشروع شمل جميع الخريجين ومن كافة التخصصات والدرجات العلمية دون تمييز.
و أوضح أن المشروع تقدم له حوالي 41 ألف خريج من قطاع غزة، لافتا إلى أنه مهما نفذت الوزارة مشاريع تشغيل مؤقت يبقى آلاف الخريجين على طابور الانتظار، متمنيا أن تتحسن الظروف الاقتصادية بغزة وتفتح مشاريع جديدة تستوعب جميع الخريجين ومن كافة الدرجات العلمية من الدبلوم حتى الدكتوراة.
فيما أكد الناطق باسم وكالة الغوث وتسغيل اللاجئين “أونروا” عدنان أبو حسنة، غياب مشاريع تستوعب حملة شهادات الدراسات العليا، موضحا أن الوكالة تعمل على مساعدة الخريجين ضمن مشاريع تشغيل مؤقت لمدة 3 أشهر فقط.
المصدر : دنيا الوطن
Discussion about this post