غزة أونلاين – غزة – سمير العرعير
منذ ما يقارب العشرة أعوام عانى القطاع وما زال يعاني جراء الحصار المطبق المفروض عليه ، الأمر الذي أثر على كافة قطاعات المجتمع الغزي ،لاسيما القطاع الزراعي الأمر الذي أدى إلى تراجع قيمة الصادرات من القطاع إلى دول الخارج بشكل كبير .
ولكن في العام الماضي 2015 شهد هذا القطاع انتعاشة وازدهار أدت إلى وصول نسبة وقيمة الصادرات الزراعية إلى ما يقارب النصف من القيمة المصدرة في العام 2005 .
مدير عام التسويق والمعابر في وزارة الزراعة تحسين السقا قال لـ ” الرأي” ” العام الماضي شهد انتعاشة في مجال الاقتصاد الزراعي، لم يكن قد شهدها منذ عشر سنوات حيث الحصار الإسرائيلي على القطاع “
أسباب ومسببات
وأرجع السقا أسباب تلك الانتعاشة إلى أن الاحتلال الإسرائيلي كان يمنع تصدير منتجاتنا الزراعية إلى أسواق الضفة الغربية،لتكن البداية بعودة التصدير إلى أسواق الضفة في 11 نوفمبر من 2014 وحتى ديسمبر من نفس العام لتبلغ قيمة ما تم تصديره حوالي 500 طن من الخضار “
وأضاف ” أما عن العام الماضي فقد بلغت قيمة الصادرات لدينا من المحاصيل الزراعية والتي تم تسويقها للضفة حوالي 5730 طن لتكون المرة الأولى لها منذ عشر سنوات “
وأكد السقا أن الاحتلال الإسرائيلي سمح لهم في العام الماضي بالتسويق لمنتجاتنا الزراعية داخل إسرائيل حيث تم تصدير ما يقارب 3500طن بندورة وباذنجان لديه ،إلى جانب ذلك تم تصدير ما يقارب من 3700 طن من الخضار إلى الدول العربية عبر الأردن ليكن مجموع الصادرات لدى وزارة الزراعة في العام الماضي ما قيمته 13 ألف طن لأوروبا والاحتلال الإسرائيلي وأسواق الضفة والدول العربية .
إحصائية
ولفت مدير عام التسويق والمعابر أن القيمة التي وصلت إليها صادراتنا بلغت 12 مليون دولار للعام الماضي ،الأمر الذي يجعلنا نقترب من نصف القيمة التي كانت في العام 2005 حيث كانت قيمتها آنذاك 30مليون دولار ،إذا ما قورنت بالعام 2014 حيث كانت قيمة صادراتنا لا تتجاوز مليون ونصف دولار .
وأعرب عن أمله بان تتجاوز قيمة صادرتنا هذا العام ال20 ألف طن ،مشيرا أن الوزارة تقوم بتصدير ما يقارب من عشر أصناف من الخضروات للضفة الغربية ، أما عن الجهات المذكورة فيتبع سياسة الدول المستوردة فمثلاً تم تصدير ما يقارب حوالي 220طن من الليمون ولأول مره أيضا إلى الأردن .
وأكد أن ما يتم تصديره للضفة الغربية من الخضار أو الأسماك والتي بلغت 22طن من الأنواع الفاخرة العام الماضي ،لاتؤثر على السوق المحلى أو على ما يستهلكه المواطنين ،بقوله:” أن ما يتم تصديره غالبا ما يكون غير مرغوب في ثمنه في السوق المحلى أو مرتفع بحيث لا يتناسب مع الوضع الاقتصادي لديهم ،وأن الوزارة تقوم بتصدير الفائض من المنتج الزراعي ،وأن ما يحتاجه المواطنين لا يمكن المساس به ضاربا مثال على ذلك كالسردين فلا يمكن تصديره لحاجة الناس إليه “
نافذة أمل
وأوضح السقا أن الانتعاش الزراعي ،له انعكاساته الايجابية على المزارعين فقال :” لقد أصبح المزارع لديه أمل ورغبة كبيرة في العمل ،فبات يواصل ليه بنهاره لزيادة المنتج الزراعي ،للحصول على الربح المادي وتحسين دخله ،خاصة في ظل استمرار عجلة التصدير وتحسنها عن ذي قبل “
وأضاف :” فمثلاً لقد تم تصدير العام الماضي ما يقارب من 300 طن من البلح والرطب إلى الضفة ما أدى إلى زيادة الاهتمام بالنخيل والعناية بها لما تحققه من ربح وتحسين في الوضع المعيشي ،كما أنها تؤدي إلى زيادة عدد العاملين لديه مما يخفف من البطالة المرتفع في القطاع “
وأكد السقا أن الانتعاشة دفعت بالمزارعين استصلاح أراضى كانت فارغة ، الأمر الذي ساهم في زيادة المنتج وتحقيق الاكتفاء الذاتي من الخضروات بنسبة98% ،لدرجة أن الفائض منه يتم تصديره للخارج مشيراً إلى أن التصدير للخارج يحمى المزارع من المنافسة من قبل المنتجات الزراعية القادمة من الكيان الإسرائيلي .
يذكر أن نسبة البطالة ارتفعت إلى 66%، فيما وصلت نسبة الفقر إلى 80% في قطاع غزة، بحسب إحصائية أصدرها مركز الإحصاء الفلسطيني
وبين مدير عام التسويق والمعابر أن السبب في تحسن وضع الاقتصاد الزراعي هو ما اتخذته الوزارة العام الماضي من قرار بأنه في حال لم يتم تصدير المنتجات الزراعية للضفة فستمنع الوزارة دخول الفواكه الإسرائيلية إلى القطاع والتي تقدر نسبتها حوالي 50 ألف طن من الفواكه أي حوالي 30مليون دولار .
معيقات
وأكد أن الاحتلال الإسرائيلي هو المعيق الأساسي في نمو وازدهار الاقتصاد الزراعي وباقي القطاعات لأنه من يتحكم بالمعابر إضافة إلى ارتفاع أسعار المستلزمات الزراعية في القطاع من أسمده وأدوات وغيره .
وأشاد بجهود وزارة الزراعة في إرشاد وتوعية المزارعين بكيفية زيادة الإنتاجية من المزروعات واستخدام المبيدات والأسمدة بالشكل الأمثل لمنافسة المنتج الخارجي .
المصدر: وكالة الرأي
Discussion about this post