غزة أونلاين – غزة
بقلم : عبد الله كرسوع
يتوارون بعيداً عن أنظار الناس، يعملون بصمت من وراء حجاب مستغلين آيات القرآن ممزوجة ببعض الطلاسم التى تفضح أعمالهم بأنهم دجالين وسحرة.
فقطاع غزة الذى تشتد حلقات الحصار والفقر على رقاب ساكنيه بسبب ظلم ذوى القربى والاحتلال, بات كل شيء فيها متوقعاً لا يستبعد حدوثه، فمع قلة الوازع الديني في قلوب البعض، ترك مبرراً لظهور الكثير من المشعوذين والسحرة الذين يستغلون أوجاع الناس وحاجتهم إلى الشفاء ليتحول البعض لفريسة بين أنياب هؤلاء المشعوذين والسحرة.
طلاسم
ويرفض المصابون بالسحر أو المس الخوض في تفاصيل ما حدث معهم، ويحافظون على سرية ما يدور.
تروي إحدى النساء المرافقات لمريضة للشيخ مازن النخالة أنهن ذهبن لشيخ كانوا يعتقدون أنه معالج بالقرآن، تقول :”عندما دخلنا وجدنا أنه خصص غرفة مظلمة للعلاج، وبدأ بذكر بعض من القرآن ومن ثم التمتمة بكلام ليس مفهوما، وعندما سألته أن ذلك ليس من القرآن قال “اسكتي هاد قرآن”.
وفي قصة آخرى قالت إحدى السيدات أنها ذهبت هي وزوجها لأحد المشايخ ظناً منهم أنه يرقي بالقرآن فوجوده أثناء الرقية يتمتم بكلمات غير مفهومة، ومن ثم طلب من زوجها الخروج ليتثى له أن يمسح كامل جسدها بالزيت لإستكمال الرقية ومحاولة شفاءها على حد قول الزوجة.
التمييز
غزة التي يتواجد بها دجالين كغيرها من البلاد العربية، لاسيما وأن الذين يتخذون من السحر مهنة لهم يتسترون وراء شعار العلاج بالقرآن، فكيف يميز المريض بين هذا وذاك.
الداعية مازن النخالة قال : “إذا ذهب المريض لرجل وشخص حالته دون سؤال، أو بادر بسؤاله عن اسمه واسم أمه فيكون مشعوذا “، موضحا إذا شخص ذلك الرجل الحالة بالنظر فيكون ساحرا، كما أنه لا يعالج بالقرآن وإنما بتمتمات ويطلب أشياء غريبة.
وتابع النخالة غالباً ما يستغل المشعوذين حاجة المرضى لتلبية شهوتهم، وفي بعض الأحيان تتعرض المصابات للاغتصاب بعد فقدهن وعيهن، وتحرش المشعوذين بآخرين جنسيا”، مطالباً وزارة الداخلية إلى ملاحقة هؤلاء المجرمين علماً بأن هناك أسماء معروفة لديه على حد قوله.
وشددّ بالقول:” الداجلين والمشعوذين يتمتمون بأيات قرآنية بينها طلاسم، يعالجون بها المرضى وأصحاب النفوس الضعيفة ويستغلونهم مادياً، وهناك منهم من يستغل الجن في إمراض شخص معين بعد معالجته للحصول على أموال”.
وعن حكم الشرع فيمن تردد عليهم، قال: “إذا كان هذا الشخص معتقداً بما يقولون وبصحة ما يفعلون فقد كفر، لأن العلم بالغيب، وتحقيق المصالح للناس من خصائص الله عز وجل، داعياً المواطنين لإستخدام الرقية الشرعية المقرؤ
تكاتف الجهود
رئيس مجلس الإفتاء في الجامعة الإسلامية د. ماهر السوسي أكد على عدم جواز اللجوء إلى السحرة والمشعوذين تحت أي حال من الأحوال, مشيراً إلى أن التقليل من ظاهرة السحرة والمشعوذين تتطلب جهوداً من قبل الحكومة والإعلام والعلماء وخطباء المساجد.
وقال “السوسي” لا يجوز اللجوء أو التعاطي مع السحرة والمشعوذين تحت أي ظرف من الظروف، بدليل قول النبي صلى الله عليه وسلم: من أتى كاهنا أو عرافا فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد، فاللجوء إلى مثل هؤلاء الناس معصية من المعاصي التي حرمها الله”.
وبين السوسي أن الفقر والجهل جعلا بعض الناس يحاولون اللجوء إلى قوى خفية يظنون أنها تستطيع إنقاذهم من ضائقة أو أزمة ما, منوها إلى أن اللجوء إلى مثل هؤلاء المشعوذين يضاعف من حجم الأزمات، ويوقع بعض الناس في الكوارث” حسب قوله.
وأشار إلى أن مواجهة السحرة والمشعوذين تقع على عاتق الحكومة من خلال منع ومحاسبة الدجالين، من جهة، وعلى عاتق الإعلام والعلماء وخطباء المساجد في توعية الجمهور بمخاطر وأحكام اللجوء إلى المشعوذين من جهة أخرى.
متابعة وخوف
وفيما يتعلق بدور الأجهزة الأمنية والشرطية بهذا الجانب، قال الناطق باسم الشرطة الفلسطينية المقدم أيمن البطنيجي إن طبقة معينة من المجتمع الفلسطيني تعاني من السحر والشعوذة، لافتاً إلى متابعة جهاز المباحث العامة هذا الأمر بشكل حثيث وملاحقته لعدد كبير من السحرة والمشعوذين في مناطق مختلفة من قطاع غزة.
وأكد البطنيجي في حديثه “للرأي” أن هذه القضية تظهر بين حين وآخر ولا تعتبر منتشرة بشكل كبير ولا يطلق عليها ظاهرة، مشيراً إلى أن أغلب من يمتهن هذا العمل أمي لا يعرف القراءة ولا الكتابة والغالب منهم وضعهم الأمني والأخلاقي سيئ”.
ونبه البطنيجي إلى وجود نص قانون أصدرته وزارة الداخلية لتجريم العمل في السحر والشعوذة، مبيناً قيام الأجهزة المختصة بمتابعة هؤلاء السحرة من خلال الاعتراف على من يتردد عليهم.
وشدد على أن هناك عقوبة ضد هؤلاء بالسجن قد تتراوح حبس ثلاث سنوات خاصة الدجالين المعروفين ممن يفتحون أبواب بيوتهم لامتهان هذا الأمر الخطير”.
وطالب البطنيجي العلماء والدعاة والخطباء في المساجد لتكثيف الدروس التوعوية في المساجد عبر منابر الجمعة والمحاضرات الدينية اليومية لتوعية الناس بمخاطر السحر والتحذير من آثاره السلبية”.
وأكد على متابعة الأجهزة الأمنية لهذه الفئة، مضيفاً “ما يدفع لهذه الظاهرة أن الكثير من أبناء شعبنا لا يرفعون شكاوى للجهات المعنية ويكتفون للتوجه للسحرة خوفاً من أساليبهم وهذا دليل ضعف في الدين والتربية السليمة لهؤلاء الناس”.
المصدر : وكالة الرأي
Discussion about this post