غزة أونلاين-غزة/مرح الواديّة
في عالم التقنيّة ووسائل التواصل الاجتماعي، صار ممّا لا شك فيه أن العمل عبر الانترنت ينمو بشكل سريع مع مسار الفضاء الإلكتروني، الذي يشهد تطوّرًا يوميًا في هذا المجال. وبتعبير آخر، أصبح العمل عن بعد يفتح آفاق عديدة لأفراد وشركات بنسبة لا يستهان بها، أو بالأحرى بصورة تعجز الحكومة عن تقديمها -حسب شبّان -.
“اعمل بلا حدود” للتوظيف عن بعد وهي شركة غير ربيحة، بمثابة مبادرة إبداعية، تشكّل حاضنة للشباب والخريجين إذ تسعى إلى إيجاد وظائف للخريجين العاطلين عن العمل ذو الكفاءات العالية للعمل مع شركات عربية – خليجيّة تحديدًا – من داخل الشركة، أي أنها تكون أشبه ما يسمّى بالوسيط بين الشركة بالخارج والموظف في غزّة – حسب قول مدير الشركة -.
يضيف المدير علاء الشرفا أن الشركة انطلقت بشكل فعلي عام 2012، أنّها توفّر مكاتب تناسب بيئة العمل كل حسب تخصّصه، متابعًا: “بعد المكاتب، نقوم بتوفير جميع الخدمات اللوجستية التي يحتاجها الموظف بأريحيّة تامّة، وحتى معاملات عقود العمل وآليات دفع الرواتب فإنها تتم من خلال الشركة”.
وتقوم “اعمل بلا حدود” بمتابعة الشركات الخارجية لمعرفة احتياجاتهم من الموظفين، ثمّ تعلن عن الوظائف المطروحة عبر وسائل الاعلام ووسائل التواصل الاجتماعي، لتستقبل بعدها طلبات التوظيف وفرزها، وإرسال بيانات المرشحين للشركة الخارجية لتحديد مجموعة مرشحين للمقابلات، ومن ثمّ عقد مقابلات إلكترونية (عن بعد) من خلال مركز الاجتماعات الالكترونية بين الشركة والمرشحين للمقابلات، ليتم الإشراف بعدها على توقيع العقود بين الشركة والموظف والبدء بالعمل.
ويشير الشرفا أن نسبة العاملين من الذكور تبلغ نحو 70% مقابل 30 من الإناث، وتتراوح معدّلات الرواتب ما بين 700-2500 دولار شهريًا، لافتًا إلى أن قبول الشركة عن أداء موظفيها جيد جدًا. لكن مشكلة توفير أيادي عاملة مدرّبة وجاهزة للتوظيف، تواجههم أحيانًا إلا أنّهم يحاولون التغلب عليها من خلال إعطاء فرصة تدريب جديدة للخريجين بالتعاون مع بعض المؤسّسات الدولية.
أمّا عن شركة “سوشيال بي” التي تحمل شعار “نحن خلية نحل تعمل مع الشركات لتسويق منتجاتهم، وخدماتهم، وأفكارهم عبر الإعلام الاجتماعي، كما تحلل العلامات التجارية وأداء المنافسين” فإنها تدعو أصحاب المشاريع والأفكار الرائدة ألا يترددوا بالتواصل معها. يقول سعدي حمد أن شركته بدأت بالعمل منذ عامين “أونلاين” مع مواقع إلكترونية في الخليج من أجل خدمتهم بالتسويق عبر مواقع التواصل الاجتماعي وإدارة حسابات الشركات التابعة لهم.
ويتحدث حمد لـ”نوى”: “في البداية عملنا كثلاثة شبّان من البيوت حيث روجنا لخدماتنا من خلال السوشيال ميديا وأصدقاء، كانت الاتفاقات تتم مباشرة مع أصحاب العمل بصورة شفوية عبر سكايب، بعض الشركات عملنا معهم فترات ليست بالقصيرة والبعض الآخر حسب المشروع المطلوب”. يتابع أن الميزة التي تميز شركته تكمن في صناعة المحتوى بشكل غير نمطي، مؤكدًا على تطور الشركة الذي دفعهم إلى فتح مقر لهم وزيادة عدد الفريق يثبت نجاحهم.
وبخصوص الخدمات التي تقدمها شركة “سوشيال بي” فإنها تتنوّع ما بين إدارة المحتوى والتفاعل، التواصل مع الجمهور وتصميم الجرافيك وفق إمكانيات ومهارات عالية يتمتع بها عناصر الفريق.
وعن العقبات التي واجهة عملهم على الصعيد المحلي، يقول أن المماطلة بالدفع والتبخيس في قيمة الخدمات التي تقدمها الشركة، كان أكثر ما حاول الفريق مقاومته وحتى اليوم، لافتًا: “الزبائن لا يوفون الفكرة حقها ولا يقدرون فكرة التطور الإلكتروني” بينما تكمن العقبة الوحيدة في العمل مع الشركات الدولية في تأخر إجراءات المعاملات الرسمية والدفع عبر البنوك مشيدًا بالتعامل مع هذه الشركات وتقديرها لخدمات الشركة.
ثمّة محاولات أخرى تستحق عرضها، كمحاولات فرديّة للعمل عبر الإنترنت، معتصم عواجة نموذجًا. يروي عواجة لـ”نوى” أنه عمل نحو أربعة أعوام لصالح شركة في قطر كمطوّر تطبيقات الهواتف المحمولة، حيث كانت الشركة ناشئة والمشروع ريادي، لكن عقده انتهى بسبب عدم قدرته على مواجهة انقطاع التيار الكهربائي.
ويشير إلى أنّه حاول التغلّب على مشاكل الكهرباء من خلال الذهاب إلى المقاهي بيد أن الأمر كان مكلفًا بالنسبة له، ما دفعه الاعتذار إلى الشركة. ولم يقف عن هذا الحد، بل أنه عقد من جديد مع شركة “الاخطبوط” بالسعوديّة كمدير فريق ومبرمج بعدما عملت الشركة على توفير مصدر طاقة له بالمنزل، معتبرًا أن الأمر كان أشبه بالانتحار بالنسبة له بسبب الازدواجية بالعمل ما بين المؤسّسات والشركات خارج البلاد.
ويعتقد عواجة أن الشركات خارج قطاع غزّة تؤول في بحثها عن المطورين من غزة كون تدني المستوى المعيشي يناسبها أحيانًا، فتكاليف ثلاث مبرمجين من غزة بمقدار مبرمج واحد من نفس الدولة – حسب قوله -.
المصدر :نوى
Discussion about this post