غزة أونلاين – مي زيادة
الإبتكارات تبدأ صدفة، إن لم تكن كلها فبعضها، أتذكرون تفاحة نيوتن التي سقطت وهو تحت الشجرة فاكتشف قانون الجاذبية؟ وما جرى مع فلسطينية من نابلس يندرج تحت هذه الظاهرة، فكرة خطرت ببالها و هي العبث بما تبقى لديها من الوان … فكانت قصتها ..
تحب الفتيات عالم المكياج و ألوانه وتتعلق بأدواته من قلم و فرشاة و إسفنجة لتبرز جمالها و أنوثتها، إلا أن الشابة ياسمين قوزح من مدينة نابلس إختارت طريقة أخرى للتعامل مع المكياج، فتخصصت في المكياج السينمائي أو يمكن القول أنه مكياج افلام الرعب في بعض الاحيان.
تقول ياسمسن :”الامر كان في البداية صدفة، منذ أربعة شهور فقط، كنت اعمل عندما تبقى ألوان كثيرة معي فقمت بالرسم والتلوين على وجهي من باب الملل فقط، فأعجبني ماخرجت به، من هنا خطرت لي فكرة افلام الرعب، فقلت لماذا لا أشاهد كيف تُصنع الجروح و الوجوه المرعبة فقرأت عنها وشاهدت مقاطع فيديو، فأحببت الفكرة و أعجبتني النتيجة، شعرت ان لدي شيء جديد ويجب اخراجه” .
و تتابع حديثها، “هكذا بدأت الامور كنت أتسلى وأمضي وقتًا في تجريب الالوان على وجهي، و من ثم أصور ما أرسم و أضع هذه الفيديوهات على وسائل التواصل الإجتماعي”.
و تقول قوزح أنها منذ سنة ونصف تقريبًا رسمت صورة، ولم تكن تعلم حينها ان هذا الرسم الـ” 3D” يُطلق عليه مصطلح “المكياج السينمائي”، مضيفة أنها حديثا فقط علمت أن ماقامت به يُطلق عليه هذا الاسم.
و تضيف، “لم أكن أرغب أن أُنمّي الموهبة التي لدي، فأنا تخرجت من جامعة النجاح الوطنية تخصص تصميم داخلي وكنت اريد العمل في تخصصي وفي الرسم، لكن عندما شعرت وشاهدت حب الناس وطلبهم لما أقوم به و ما أصنعه، شعرت بشيء ايجابي وشيء يخبرني ان اتابع في هذا الجانب” .
الدراسة ام الموهبة!!
و تؤكد أنه كان بإمكانها أن تدرس التصوير ليساعدها في موهبه الرسم ، لكن ترى قوزح “ان الموهبه والدراسة منفصلان عن بعضهما، و إن كان الشخص موهوب ليس شرطًا أن يدرس تخصص الموهبة التي لديه، الموهبة في النهايه تحتاج الممارسة و التغذيه البصرية و عدم الاهمال”.
وعن رد فعل عائلتها على رسمها و عملها، تقول: لم يعرفوا في البداية ماهي هذه الموهبة بشكل جيد و تام، كانو معارضين لمااقوم به، فهي في نظرهم غير مريحة نفسيًا و مرعبة، و لكن عندما شاهدوا الإبداع بما اقوم به ورد فعل الناس و من يتابعني على وسائل التواصل الإجتماعي، شجّعوني أن استمر، و لكن هناك بقايا خوف وتردد لديهم، اعتقد انها مع الوقت ستتلاشى”.
متابعون يتدفقون على الـ”سناب شات”
و تؤكد قوزح أنه أصبح لديها هوس و حب أكثر للمكياج السينمائي، “فأنشأت صفحة على “الفيس بوك”، لكن من يتابعني عليها كانو قليلين، فنصحتني صديقاتي بإنشاء حساب على تطبيق “سناب شات”، و بالفعل انشهرت بشكل سريع وبشكل أكبر بين الناس من خلال ما أنشره من فيديوهات لأعمال أقوم بها، من تكبير عمر لوجوه بعض الاشخاص او جروح وحروق افتعلها في اجسامهم”.
و تشير إلى افتقار فلسطين للمواد و المكياج المستخدم في هذا العمل، إلا أن ذلك لم يثنها عن الإستمرار في عملها، فالمواد المطلوبة و يعمل بها كبار المتخصصين في المكياج السينمائي كالمادة المسمى “واكس” والتي تكون كبشرة الانسان، و الجلد الجاهز مع أسنان ، و الدم أيضا يكون معد مسبقًا، غير متوفرة و لكنها اكتفت بما توفر من ألوان وعجينة، و هذه موادها البسيطة التي تستخدمها مع الاشخاص الذين تعمل معهم.
بدأت بـ” مكيجة” عارضة في فيديو كليب
و تقول قوزح: “على الرغم من انه لم تتح لدي فرصة الى الان خارج فلسطين في “المكياج السينمائي” الا انني قمت مؤخرا بتكبيرعمر ممثلة تعمل مع الفنان قاسم النجار وشادي البوريني في كليب غنائي مصور سينشر قريبا”.
و عن سؤالها حول معرفتها بآخرين تخصصو بالمكياج السينمائي في فلسطين؟ قالت، سمعت مؤخرا عن فتاة ايضا من نابلس تعمل في هذا التخصص لكن لم أرَ اعمالها، وكذلك هناك فتاة في غزة ايضا قرأت عنها على الانترنت، مضيفة أن التخصص هذا ضعيف في فلسطين وآمل ان يتوسع وينتشر فهو جميل ويفتح افاقا كبيرة للشهرة و لتحقيق الغايات والطموح .
و توضح قوزح أنها عندما تريد العمل على وجه او في جسد شخص، تشاهد “اليوتيوب” وتتمعن في مقاطع الفيديوالمصورة لمثل هذه الحالات، لكن لا تنقلها بشكل كامل وتام، بل تأخذ الفكرة وتستوحي التصميم منها وتضع بصمتها الخاصة على العمل.
المصدر : وطن للأنباء
Discussion about this post