غزة أونلاين – خانيونس – محمد الجبور
لم تتصور بشيرة شعت أن هوايتها ستكون يومًا ما بوابة انطلاقتها نحو العمل الحر، كمصممة مشغولات يدوية لحفلات الأعراس، و التخرج، و الأعياد، و غيرها من المناسبات الجميلة في حياة الناس.
فرغم انغماس “بشيرة” في مجال التدريس لسنوات عديدة في دولة الإمارات العربية، إلا أنها عادت لتجد نفسها أسيرة مرة أخرى لهوايتها التي عشقتها منذ سنوات الطفولة، حيث اعتادت في تلك السنوات من عمرها صناعة الـ”الفيونكات” و الألعاب للأطفال.
“بشيرة” بعد حصولها على شهادة الثانوية العامة، توجهت لدراسة اللغة العربية، نزولاً عند رغبة والدها، الذي كان يرى في ذلك المجال فرصة لها للحصول على وظيفة في مجال التعليم، على عكس خريجي كليات الفنون و الإقتصاد المنزلي الذين يعانون من شح فرص العمل، في ذلك الوقت.
و في لقاء جمع فريق “دعم المرأة” بالمصممة “بشيرة شعت” في محلها الذي إفتتحته مؤخرا وسط شارع “السيقلي” بمدينة خانيونس جنوب قطاع غزة، تحدثت بإسهاب عن رحلة حياتها بعد تخرجها، حيث حظيت بفرصة عمل كمدرسة للغة العربية بدولة الإمارات العربية، ثم عادت لقطاع غزة، لتجد أفاق العمل شبه معدومة بسبب تكدس أعداد الخريجين و إنسداد أفاق العمل، فعملت على فتح مكتب للاتصالات، و بيع الإكسسوار لطالبات الجامعات أمام مبنى كلية مجتمع الأقصى.
و قالت شعت :”خلال فترة تواجدي في مكتب الاتصالات، كنت استغل فترة ركود الحركة بصناعة بعض المشغولات اليدوية بهدف تزيين المحل وجذب الزبائن، فتفاجئت بإقبال كبير من الطلبة على شراء مشغولاتي اليدّوية، بل والطلب مني صناعة بعض المشغولات الخاصة لحفلات تخرجهم وأعيادهم وصولاً لأعراسهم…” مؤكدةً أنها لم تتصور هذا الإقبال الكبير، الذي تجاوز فيه بيع المشغولات أضعاف ما يدخل المكتب إليها من عائد مادي.
وأكملت حديثها قائلةً :” إنخراطي في عمل المشغولات اليدوية كان يشعرني بالسعادة رغم ما ألاقيه من تعب، وتركيز، وانشغال لساعات طويلة، كوني أمارس هوايتي التي عشقتها منذ كنت طفلة صغيرة، فكلما كنت أرى السعادة و الإنبهار في عيون زبائني، كنت أتشجع لبذل المزيد من المجهود لأقدم الأفضل”. مبينةً أنها سافرت لعدة دول لأخذ دورات في بعض المشغولات، كدورة صناعة “السيراميك” في المملكة الأردنية و”الخيوط المعلقة”، إلى جانب قراءة كتب التصميم، ومتابعة كل ما هو جديد على صفحات الــ” يوتيوب”.
نجاح “بشيرة” في صناعة المشغولات اليدوية، و إنتشار إسمها لدى أوساط العديد من عشاق المشغولات اليدوية خاصة النساء، كـ “ماركة”، دفع بعض الجامعات و الكليات كالجامعة الإسلامية وكلية المجتمع، إلى دعوتها لإعطاء دورات خاصة بالمشغولات اليدوية لطالبات، مؤكدةً أنها أعطت عدة دورات في مجال المشغولات اليدوية، لكنها لا ترغب بالعودة لمجال التدريس، مفضلةً الانطلاق في فضاء العمل الحر أفضل لها لتحقيق حلمًا بأن تكون سيدة أعمال فلسطينية.
و شاركت بشيرة في العديد من المعارض الشبابية وحظيت منتجاتها بإعجاب الزائرين، و تأمل بشيرة أن تحظى منتجاتها بدعم المؤسسات الحكومية المعنية بالثقافة و التراث الفلسطيني، كي يتم عرض منتجاتها في المعارض الدولية و العربية.
عن الزبائن الذين يقبلون على شراء منتجاتها، بينت شعت أن زبائنها من جميع طبقات المجتمع، موضحةً أنها بسبب الظروف الإقتصادية الصعبة تعمد على صناعة المشغولات اليدوية المختلفة لتناسب إمكانيات الجميع.
طموح بشيرة شعت لا يقتصر عند صناعة المشغولات اليدوية، و تزيين صالات الأفراح و الأعياد و حفلات التخرج، بل أنها تطمح بأن تصنع عالما خاصا بالنساء وسط غابة من العادات و التقاليد و الممنوعات، مؤكدةً أنها إفتتحت قسم خاص “للكوافير”، و أخر لتأجير بدل العرائس، و مختلف المناسبات، و بصدد افتتاح مكتب سيارات سائقيه “نساء”، سيتم اختيارهن وفق معايير خاصة، إلى جانب تأهيلهم مهنيًا و جسدياً لمواجهة أي خطر يتعرضون له خلال ممارستهم لتلك المهنة.
“بشيرة” اسم يحمل في طياته البشر والسعادة، فهل سيكون لـ “بشيرة” نصيب منه، وتصبح سيدة أعمال فلسطينية يشار لها بالبنان.
Discussion about this post