غزة أونلاين – غزة – محمود أبو عواد
في ساحة منزله المدمر إلى الشرق من بلدة بيت حانون شمال قطاع غزة، يجلس المواطن “أبو أحمد المصري” يوميا يستعيد أجمل ذكرياته التي عاشها في منزله الذي حولته طائرة حربية إسرائيلية إلى كومة ركام خلال الحرب الأخيرة في صيف عام 2014.
و يمر العام الثالث من ذكرى الحرب على “أبو أحمد” وهو لا زال ينتظر أن يعاد بناء منزله من جديد ليعيش ذكريات جديدة فيها مع أبنائه و أحفاده الذين يعيشون متنقلين من منزل إلى آخر بالإيجار على أمل أن تنتهي معاناتهم التي يبدو أنها ستطول في ظل أن عملية الإعمار لا زالت تسير ببطء شديد في ظل عدم التزام المانحين بتعهداتهم المالية.
و قال المصري ، أنه يعيش كما الآلاف من العائلات التي دمرت منازلها وبقيت بلا مأوى خاص فيها يمكن أن تعيش فيه بإستقرار بعيدا عن مشاكل و معاناة استئجار منزل كبير يلبي إحتياجات عائلته الكبيرة المقدرة بنحو 15 فردا.
وعود بحل الازمة
و يشير إلى أنه منذ انتهاء الحرب على القطاع و بدء تسجيل الأسماء لبدء إعادة الإعمار وهم لا يتلقون سوى الوعود من المسؤولين بحل أزمتهم المتفاقمة. مشيرا إلى أنهم سيدخلون العام الرابع وهم يعيشون على أمل أن تتحول تلك الوعود إلى أفعال على الأرض ما ينهي معاناتهم الشديدة التي تتفاقم بالعادة مع فصل الشتاء من كل عام نتيجة تردي المنازل التي يتم استئجارها لعدم توفر بديل أفضل أو بسبب غلاء أسعار الإيجار لمنازل أفضل منها.
و أشار إلى أنه يتلقى من حين إلى آخر دفعات مالية للاستئجار، لكن هناك ما يكون تأخير في عمليات الدفع ما يجعله يضطر للتداين لدفع الإيجار لصاحب المنزل منوها بأنه يحاول التشبث بالمنزل الذي يستأجره وأن لا يخرج منه لصعوبة الحصول على بديل وكثرة الطلب عليها من قبل المتضررين المحتاجين إليها.
و تعيش آلاف العائلات التي دمرت منازلها في ظروف مماثلة لتلك التي تعيشها عائلة المصري، حيث تشير الإحصائيات إلى أن ما يقارب من 100,000 فلسطيني هدمت منازلهم أو لحقت بها أضرار جسيمة خلال الحرب، ما زال 33,000 فلسطيني مهجرين، وأكثر من نصفهم قد لا يحصلون على أي مساعدات نقدية من حين إلى آخر بسبب نقص التمويل الدولي لملف الإعمار.
جهود ملف الاعمار
و تأمل تلك العوائل في أن تنجح جهود المسؤولين القائمين على ملف الإعمار في تجاوز العقبات المختلفة التي تواجههم ومنها منع الاحتلال إدخال مواد البناء لأعداد كبير من أصحاب المنازل المدمرة بحجة المنع الأمني أو لأسباب أخرى منها عدم توفر الدعم اللازم لإعادة بنائها خاصةً و أن العديد من الدول المانحة لم تف بكامل التزاماتها التي أعلنت عنها خلال مؤتمر إعادة الإعمار الذي عقد في القاهرة نهاية عام 2014.
فيما يقول المواطن بسام أبو ماضي من سكان منطقة شمال غرب بيت لاهيا، أن الإحتلال يمنع الجهات الحكومية والدولية من تمويل إعادة بناء بيته لأسباب أمنية كما يدعي ، مشيرا إلى أن الاحتلال لا زال يتحكم في عملية إدخال مواد الإعمار و يحرم المئات من السكان من حقهم في إعادة إعمار منازلهم و يعيق عملية إعادة البناء.
و أشار إلى أنه توجه إلى وزارة الأشغال العامة أكثر من مرة ولجهات دولية ترعى عملية الإعمار بغزة دون الحصول على إجابة واضحة ، منوها بأن المئات من العائلات تعاني من نفس المشكلة.
و تشير معطيات الى أن 39% نسبة ما تم إعادة إعماره من الوحدات المدمرة كليا جراء الحرب على القطاع صيف عام 2014.
و قال المختص الإقتصادي ماهر الطباع، أن الحرب أدت لتدمير 11 ألف وحدة سكنية بشكل كلي، و6800 وحدة بشكل بالغ وأصبحت غير صالحة للسكن، و5700 وحدة تضررت بشكل كبير، و147500 وحدة تضررت بشكل طفيف، ليصل الإجمالي إلى 171 ألف وحدة سكنية.
و لفت إلى أن ما تم إنجازه من بين المنازل المدمرة كليا بناء 4,274 وحدة سكنية من أصل 11 ألف, وهي تمثل فقط 39% فقط من كافة الوحدات التي تم تدميرها بشكل كلي, وبلغ عدد الوحدات السكنية التي في مرحلة البناء 1,516 والوحدات السكنية التي يتوفر لها تمويل لإعادة إعمارها 1,409 والوحدات السكنية التي لا يتوفر لها تمويل لإعادة إعمارها 3801 وحدة سكنية”.
آلاف الاسر بلا مأموى
و يقدر الطباع بأن عدد الذين ما زالوا نازحين وبدون مأوى أكثر من 6,300 أسرة (حوالي 33 ألف فرد مشردين )، مشيرا إلى أن هناك حاجة عاجلة في المساعدة والدعم المالي النقدي لنحو 5,300 أسرة نازحة تقريبا.
فيما يقول النائب جمال الخضري رئيس اللجنة الشعبية لمواجهة الحصار أن 4000 وحدة سكنية في قطاع غزة لا يوجد تمويل لإعمارها رغم مرور ثلاث سنوات على الحرب ، مشيرا إلى أنها جزء من 5500 وحدة سكنية بحاجة للإعمار ولا زال سكانها في عداد المشردين، بسبب عملية الاعمار البطيئة جدا بسبب آلية دخول مواد البناء و تقنينها من قبل الاحتلال الإسرائيلي وغيرها من الأسباب.
و قال :” من الأسباب الأخرى، عدم وجود تمويل لبناء ما تبقى من المنازل المدمرة بحوالي 200 مليون دولار، لعدم التزام المانحين بكامل التزاماتهم في مؤتمر المانحين بالقاهرة عقب نهاية العدوان”، موجها نداء للمانحين بسرعة الإيفاء بالتزاماتهم تجاه أصحاب البيوت المدمرة .
المصدر : صحيفة القدس
Discussion about this post