غزة أونلاين – رنا نعيم

فتاةٌ كثيرةُ الحُلم، مُتأمّلة من رب العبادِ أن تصل إلى مرادها الذي يحيا بكيانها وينمو يوماً بعدَ يوم، تداعبُ في خيالها أحلامٌ كثيرة. لكنها إستيقظت على واقع مرير وحياة غير مفهومةِ الملامح، وأيامٌ صعبة واجهتها إستنجدت بكل من حولها لتستطع التمسك ولو بحبلٍ قصير يحميها من ضباع الحياة وذئابها.
أقارب حاقدون يخفون وراء كلمهم الجميل كل معاني النفاق والكراهية، أصدقاء غريبون وكل من حولها ينظر لها نظرة الحاسد والمترّبص نظراً لجمالها الساحر.
قضت هذه الحسناء حياتها بالقرب من أمها فكانت أمها صديقتها وكل ما تملك بعد أن فقدت والدها منذ نعومة أظفارها، قضت ابنة السنون الاولى طفولتها بين زقاق المخيم الذي يملؤها عبق البساطة والجمال.
كانت ملامحها مفعمة بالأنوثة والحيوية، تفاصيل ملامح وجهها ممزوجة ببراءة رقيقة، تُوِّجَ جمالُها بظفائرٍ سوداء ساحرة، تمتلك عينان عسلية برموش كثيفة، ذات فمٍ صغير كثير الابتسامة تدندن بضحكاتها علّها تخفي تلك النبرة الحزينة التي خطفت بها قلوب من حولها.
ممضية حياتها على هذه الوتيرة صامدة أمام عثرات الحياة، بإرادتها وإيمانها العميق بربها لن يستطع أن ينلْ منها أي شيء.
Discussion about this post