غزة أونلاين – غزة
بقلم : مريم الشوبكي
رسوماته أعادت النبض للمناطق المهمشة التي نعدها لا حياة فيها، فقد رأى أنه من التشققات يمكن أن يصنع من الجدران المدمرة لوحات تجذب العيون التي ابتعدت عنها ولا ترى فيها جمالا.
إنه الفنان رمزي المدهون (30 عاما) والذي ينحدر من مدينة غزة، يمتلك شركة للمواد الغذائية، احترف الفن التشكيلي بعد تطوير موهبة الرسم الفطرية التي اكتشفها ومارسها منذ 16 عاما، لم يتقنه بدراسة اكاديمية ولا حتى دورات لتعلم أصوله، بل بالتجربة الذاتية البحتة تعلمه، حتى تخصص منذ عامين بفن الرموز ” Symbolic “.
أصعب من “العادي”
يتحدث المدهون عن ولادة فكرة فن الرموز لديه قائلاً لـــ”فلسطين”:” كانت فكرة عابرة استوحيتها بعد تعرض القطاع لثلاث حروب والتي أدت إلى دمار كثير من المنازل، وذات مرة أثناء خروجي من بيتي رأيت تشققا وتصورته حبلاً فرسمت رجلا يمشي عليه كأنه في (سيرك)، وقمت بتصوير “الرسمة” وعرضتها على أهلي وأصدقائي ولقيت استحساناً وتشجيعاً من قبلهم، ومن هنا انطلقت”.
ويتابع: “هذا النوع من الفن أصعب من الرسم العادي، لأنه يعتمد على رسم أحجام صغيرة لا تتجاوز 5 سم، وإتقانه يتوقف على حجم الممارسة”.
ويضيف المدهون: “ما دفعني نحو فن الرموز أن الفن التشكيلي والرسم بشكلٍ عام لا يحوز على نسبة اهتمام مرتفعة في القطاع، لذا أُصبت بالإحباط وتركت الرسم كله منذ عامين، حتى وجدت في نفسي موهبة مختلفة تماماً”.
ووجدت لوحات الفنان رمزي انتشارا واسعا عبر وسائل التواصل الاجتماعي، الذي بدأ منها بنشر لوحاته بعد تصويرها بمهارة عالية، ومنها كانت الانطلاقة الحقيقية له نحو الشهرة والنجاح، حتى وصل الأمر بالفنان التشكيلي العالمي Banksy أن ينشر إحدى لوحاته على صفحته الشخصية على “الفيس بوك”.
إنتشار كبير
وفي سؤاله عن خطته التي يتبعها في هذا النوع من الرسم، يقول المدهون: “عادة لا يكون لدي تخطيط مسبق، وغالباً ما أرسم اللوحة أولاً على ورق مقوى ومن ثم أبحث عن المكان المناسب لها”.
وضرب مثالا عمليا :” كنت قاصدا مكانا مهمشا للرسم فيه، وأثناء المشي تعثرت قدمي بقطعة حديد بارزة وفي لحظتها خطرت لي فكرة ورسمتها على الورق المقوى وفرغتها في المكان”.
وكما أسلف المدهون أنه ينفذ الفكرة على ورقٍ مقوى ومن ثم يقوم بتفريغها ومن ثم لصقها في المكان المراد، إذ تستغرق وقتا طويلا يمتد لثلاث ساعات، ويهتم بتصوير رسوماته بطريقة صغيرة لإبرازها بالطريقة الصحيحة.
وعن أكثر لوحة أحدثت ضجة لدى المدهون، ذكر أن رسمة “سبونج بوب” المدرج بدمه تحت عامود بيت، أحدثت ضجة واستهجانا من بعض المتابعين واتهموه بالإساءة إلى الرسمة وصاحبها الأصلي.
وقال المدهون: “مجال الفن متعدد وواسع، ولكن تخصصي في فن الرموز وجدت فيه نسبة مشاهدة وانتشار كبيرين، لذا اعتمدته بدلاً من الفن التشكيلي لأنه يوصل رسالة للعالم مفادها أن غزة فيها مبدعون وناجحون”.
لوحة ضخمة
ولفت إلى أنه لم يبذل جهداً في التسويق لفنه إلا عبر نشر لوحاته على صفحته الشخصية في الفيس بوك، فقد شدّت الكثيرين من رواد الموقع وأصبح يتابعه الآلاف، لأن ما يقدمه فن غريب ومحبب وقريب من أذواقهم، وتناقلته الكثير من المواقع الأجنبية.
وتعرضت لوحات المدهون للسرقة، ولكنه في النهاية استطاع أن يثبت أنها ملك له، ويقول عن ذلك :” سيدة مصرية تدعي أنها فنانة سرقت لوحاتي ونسبتها لها، وتواصلت معها وقدمت لي اعتذرا عن ذلك، لأني أقوم بتصوير كل مرحلة في رسم اللوحة حتى نهايتها وهذا يثبت أنني صاحب اللوحة “.
أين ترى نفسك بعد عشر سنوات.. ابتسم ثم أجاب: “أريد أن تصل لوحاتي لكل العالم، وأسعى لتطوير عملي وأتطلع لرسم لوحة ضخمة”.
المصدر : فلسطين أونلاين
Discussion about this post