غزة أونلاين – ثقافة و فن
أمير دندن، يعقوب شاهين، و عمار محمد، ثلاثة مشتركين تأهلوا بتصويت الجمهور إلى الحلقة الختاميّة من برنامج المواهب العالميّة في صيغته العربيّة “Arab Idol” على MBC1 و “MBC مصر”.
و بعدما تجاوزوا كل الصعوبات و المنافسات، بات لقب محبوب العرب في موسمه الرابع من نصيب واحد منهم. فماذا يشكل لهم الفوز باللقب؟ ومن منهم سيكون الأوفر حظاً في الحصول عليه؟
المشتركون الثلاثة يكشفون ما يخططون له للمواجهة الأخيرة، و كيف حصنوا أنفسهم للوصول إلى المنافسة الحاسمة، كما يتحدّثون عن الماضي و الحاضر و المستقبل.
عمار محمّد.. الزي التقليدي اليمني هويتي في البرنامج
على أرض صنعاء، ولد حلمه الفني بين الأهل و الأصدقاء، قبل أن يبدأ خطواته الأولى في عالم الاحتراف، فوقف أمام جمهور ضيق قبل أن يقرّر أن يلبي نداء الحلم للوصول إلى الوطن العربي والعالم من خلال المشاركة في برنامج “Arab Idol” في موسمه الرابع، وذلك بهدف رفع اسم بلده اليمن فنيا.
شكل الزي التقليدي اليمني مع الخنجر هوية عمار التي أطل بها في البرنامج، و إستطاع بصوته القوي وشخصيته الهادئة إقناع اللجنة بجدارته، إلى أن اجتاز كافة المراحل وصولا إلى الحلقة الختامية و المنافسة على اللقب.
يعتبر عمار مثاله الأعلى في الغناء هو فنان العرب محمد عبده، لذا قرر أن يؤدي باقة من أغنياته على إمتداد فترة البرنامج.
و هو أول مشترك يمني، يصل إلى مراحل متقدمة من برنامج المواهب العالمي بصيغته العربية حتى هذا الموسم، و هو يحارب دائما من أجل الوصول إلى هدفه.
عرف عمار تشجيعا كبيرا من الجمهور اليمني بداية، و لم يتأخر حتى بدأ يحصد تشجيعاً عربيا أيضا.
و يقول أن “الناس أحبت شخصيتي، وسمعت مرارا أن الجمهور يريد أن يستمع إليّ في ألوان غنائية متنوعة، وأعدهم بذلك قريبا، لكن وجودي في البرنامج يحمّلني مسؤولية كوني سفير الفن اليمني خصوصا والخليجي عموما كما أوصتني لجنة التحكيم”.
و عما أوصاه به حسن الشافعي، بأن يؤدي التراث اليمني ليعرّف العالم العربي إلى الفن الغنائي لهذا البلد، يقول: “بين اللون الخليجي واللون اليمني تشابهاً كبيرا، لكن بما أن صوتي يمتاز ببعض الحديّة، أرى أن بعض الألوان الغنائيّة لا تناسبني، كالأغاني الشامية على سبيل المثال”.
قبل مشاركته في “أراب آيدول”، كان عمار محمد يغني على المسرح في الجناح اليمني في القرية العالميّة في دبي، وكان له مساهمات قليلة في بعض الحفلات والمناسبات الوطنيّة في دولة الإمارات العربيّة المتحدة، حيث يعيش حاليّاً مع عائلته الصغيرة.
و يروي كيف قرّر التقدم للمشاركة في البرنامج، فيقول: “أحد أصدقائي، نصحني بأن أجرّب حظي، فوجدتها فرصة لكي أوصل ثقافتي وفني، فارتديت اللباس اليمني و حملتُ الخنجر الذي يمثل جزءً من ثقافة بلدي و غنيت أمام اللجنة، وأعتقد أن هذا الزي مدّني بالقوة والطاقة والثقة لأنني أشعر بأنني شخص آخر عندما أرتديه، وغنيت يومها “عيني لغير جمالكم” لأبو بكر سالم.
أشادت أحلام بالعرب التي يضفيها على الأغنية بصوته، بينما توجه حسن إليه قائلاً أن “البرنامج عطش للثقافة العريقة الرائعة التي أبدعت في غنائها”.
و لا يخفي الشاب اليمني خشيته من تقييم أحلام تحديداً لغنائه، “فهي تحفظ كل الأغاني ولو أخطأتُ في مكان للاحظته فورا”، مشيراً إلى أن “اللجنة لا تنحاز إلى أي من المشتركين الذين وصلوا إلى الحلقات الختامية لكنني أشعر في قرارة نفسي أن أحلام تدعمني، و هي من و صفتني بأني سفير بلادي”.
و يعد عمار محمد بأن يلتزم بـالنصائح التي وجهت إليه خلال البرنامج، معرباً عن سعادته ببعض تعليقات لجنة التحكيم التي تحوّلت إلى هاشتاغ عبر مواقع التواصل الاجتماعي ومنها “فرحة وطن”، ونكهة “أراب آيدول”.
و يعوّل الشاب الكثير على الفوز باللقب لأسباب عدّة، أهمها “أننا منذ أربع سنوات لم نفرح، و لم نشهد مناسبة جميلة على المستوى الفني أو الرياضي، لكن مشاركتي في البرنامج و وصولي إلى هذه المرحلة غيرت حديث المجالس، و لفتت انتباه الجمهور اليمني إلى برنامج إستطاع مشترك من بلدهم المنافسة فيه والوصول إلى موقع متقدم”.
يعقوب شاهين… تجربة محمد عساف تجربة يحتذى بها
مرة جديدة يقف مشترك فلسطيني لينافس على اللقب في “أراب آيدول” واضعا تجربة محبوب العرب محمد عساف أمام ناظريه كمثال يَحتذي به.
بدأ مشواره في “أراب آيدول” بموال عراقي ضمن تجارب الأداء، و إستطاع أن يلفت إنتباه لجنة التحكيم و الناس معا بقدرته على غناء الموال بطريقة ملفتة، بالإضافة إلى تمتعه بحضور جذاب يتفاعل معه الجمهور بقوّة.
منذ ما قبل مشاركته في البرنامج، يراود الشاب حلم بأن يصبح إسمه لامعا، و أن يصل إلى النجومية في عالم الفن، و يذهب أبعد من ذلك في التحدث عن حلمه ليقول: “أتمنى أن يصل اليوم الذي يصبح هناك ما يعرف بـ”مدرسة يعقوب شاهين”. و إذا كانت مدرسته هي من إكتشفت موهبته و قوة صوته و حسن أدائه، فإن الشاب خاض إختبارات كثيرة قبل المشاركة في “أراب آيدول”، حتى أنه حصل على اللقب في أحد برامج الهواة الفلسطينيّة.
درس الموسيقى الشرقية و تعلم العزف على آلة العود، و كان مثاله الأعلى في الفن هو موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب.
و إذا كان يعقوب قد برع في أداء الموال و الأغاني البلدية، فإن اللجنة إنتقدت أداءه للون الرومانسي، لكنه أصر أن ما من لون غنائي سيستعصي عليه، و سيتمكن من إقناع أعضاء اللجنة بالأغنيات الرومانسية، لذا اختار أغنية “يا ضلي يا روحي” للفنان وائل كفوري في التصفيات نصف النهائية.
و يتذكر يعقوب رحلته مع “أراب آيدول”، منذ وقوفه لأول مرة في اختبارات الأداء في رام الله في فلسطين، مرورا بكافة المراحل الماضية، و وصولا إلى الأسابيع الأخيرة.
يتوقف يعقوب عند تجربته بعيداً عن الفن، فيقول: “درست هندسة الديكور، و في الوقت نفسه أكملت دراستي في الموسيقى في معهد إدوارد سعيد للموسيقى في فلسطين، و كانت لي مشاركة يوم كنت طفلا في العام 2005 في أحد البرامج في الضفة الغربية و قطاع غزة، ثم في 2012 شاركت في أحد برامج الهواة للشباب و حصلت على اللقب، وصرت معروفاً على مستوى فلسطين، و كنت أحيي مهرجانات فنية و حفلات صغيرة، لكنني كنت مصرا منذ ذلك اليوم أن أصل إلى الجمهور في كل أنحاء العالم العربي، فقررت المشاركة في “أراب آيدول”.
و يلفت إلى “أنني تخليت عن شهادتي من أجل حلم الغناء و الفن، فكنت لا أترك فرصة و لا حفلة إلا و أشارك فيها و لو من دون مقابل مادي، لأصبح معروفاً أكثر”.
و يكشف يعقوب أن “تجربة الفنان محمد عساف، كانت محفزاً و مشجعاً ليس له فقط، بل شجعت المواهب الفلسطينية على المشاركة لأن عسّاف أثبت أن الموهبة قد توصل صاحبها إلى العالميّة، و لنثبت كشباب فلسطيني أننا برغم كل الظروف، نحن نشارك و نعرّف الناس بمواهبنا و أن من هذه الأرض تنبت مواهب استثنائيّة”.
يعرب يعقوب عن سعادته بتعليق وائل يوم قال: “عندما تحيي حفلاتك الخاصة، سأكون من بين الحضور”، وبما قاله حسن بأن “صوتك محرّم لأنه من المسكرات، وبأن الجمهور الذي يصفق لك و يتفاعل معك اليوم ما هو إلاّ جزء بسيط من الجمهور الذي ينتظرك في حفلاتك القادمة”.
و يضيف: “أشعر بأن هناك جمهوراً كبيراً ينتظرني و يدعمني، و شكلت قاعدة جماهيرية عريضة من أجلها يجب أن أظل مستمرا وألاّ ينتهي حلمي على أعتاب هذا البرنامج، بل أريده أن يكون محطة مضيئة ونقلة نوعيّة ينتظرني بعدها الكثير من المفاجآت”، مشدداً على أن “الأهم بالنسبة لي الاستمرارية، و يجدر بي الاستفادة من الشهرة والنجاح الذي حقّقتهما من خلال برنامج “أراب آيدول”، من أجل الوصول إلى المزيد من الشهرة”.
أمير دندن… ما أفكر به اليوم أبعد من الفوز وهو الوصول إلى الوحدة العربيّة
حاز إعجاب اللجنة منذ و قوفه لأول مرة على المسرح، حتى أن أحلام استغربت أن هذا الصوت لم يعرف النشاز و لم يخطئ و لو لمرّة واحدة.
هو أمير دندن ثاني المشتركين الفلسطينيين الذي وصلوا إلى الحلقة النهائية من برنامج “أراب آيدول”. يوضح أمير أنه كان لم يتجاوز السادسة من عمره يوم غنى أمام الجمهور لأول مرّة، يقول: “أديت يومها أوبريت “الحلم العربي” ثم أوبريت “الضمير العربي”، و ما أفكر به اليوم أبعد من الفوز و هو الوصول إلى ما يسمى وحدة عربيّة”.
نشأ أمير في بيت فني، فوالده الفنان خالد دندن، و عائلته تهتم بالفن فوجهته في الطريق الصحيح، و يقول “أنا من البروة و هي بلدة الشاعر محمود درويش، هذا الرمز الفلسطيني الكبير، لكنني عشت في بلدة مجد الكروم”. تطورت خبرته في الفن و الغناء بعد دراسته الموسيقى، و بدأت تجربته مشاركاً في حفلات والده و العمل كمهندس صوت في الحفلات، و بالمشاركة في برامج المواهب الفلسطينية، و مثاله الأعلى في المجال الفني هو الفنان الراحل وديع الصافي.
بعد مشاركته في حفلات والده، قرّر أن يصنع تجربته الخاصة فسافر إلى الولايات المتحدة الأميركيّة، حيث استقر في ولاية نيو جرسي.
و عندما أعلن عن الموسم الجديد من “أراب آيدول”، شعر منذ اللحظة الأولى بأنه مخول للمنافسة على اللقب، و سعى عندها لإيصال صوته إلى كافة أنحاء العالم.
و يقول أمير: “لدي طاقة فنيّة منذ سنوات، مسجونة داخلي، و قد تغربت و عشت في أميركا ما يقارب 7 سنوات، و انتظرت طويلاً هذه اللحظة كي أفجر موهبتي و أعرّف الناس على ما يمكنني تقديمه.”
يجيب عما قاله عنه حسن في الحلقات الماضية أنه ساحر يخرج من جرابه كل مرّة جديداً، فيقول: “كل طاقتي سأقدمها هذه المرّة”، لافتاً إلى أن “لدي مشروعاً أحضر له، و يهمني الفوز باللقب لكن هذا لا يعني أن عدم الفوز سيكون مؤثراً جداً، لأن ثمة فنانين حققوا نجومية كبيرة من دون فوزهم بالألقاب في برامج فنية”.
و يؤكد أن “هناك الكثير من المفاجآت التي أحضّرها للجمهور بعد البرنامج، وسأختار الأغنيات التي أحبها و أشعر أن الجمهور سيتفاعل معها، وستتوزع محطاتي بين فلسطين وأميركا ولبنان ودبي”.
و على الرغم من أن أمير استقر نحو 7 سنوات في أميركا، أحيا فيها الحفلات للجاليات العربيّة، لكنه لم يشأ أن يغني أغنيات بغير اللهجات العربيّة. ويشير إلى أنه في مروره الأول أمام لجنة التحكيم غنى “الورد جميل” لكوكب الشرق أم كلثوم ولحن سيد مكاوي، وكانت رودود الأفعال إيجابية جداً، مشيراً إلى أن “هذا البرنامج دعمني بقوة، وخلال فترة بسيطة بات يعرفني الجمهور أينما حللت، وهذه نعمة من الله”.
لا يخفى عن أحد ثقة أمير الكبيرة بنفسه و بما يؤديه على المسرح، يقول: “رهبة المسرح موجودة عندي طبعاً، لكنني لا أقبل بأن تتفوّق علي وإلا غلبتني، وأنا أنوي كل مرّة أن أشعل المسرح، وأضع سماعة واحدة في أذني وأبقي الثانية لأسمع مدى تفاعل الجمهور مع ما أغنيه”.
و يؤكد أمير بأن “ما يشغله اليوم هو مسألة الاستمرارية بعد البرنامج، أعتبر أنني أدخلت السعادة والفرح إلى قلوب الناس خلال الحلقات، ويجب أن أواصل الرحلة لوحدي من الآن فصاعداً بخطوات مدروسة”، لافتاً إلى “أنني أجّلت اللون الخليجي إلى ما بعد البرنامج، والآن أجهز إلى أغنية خليجية ستصدر قريباً”.
و يشير أمير إلى أن “أراب آيدول” يوصلنا إلى النجومية بسرعة قياسيّة و بنجاح مدو و علينا بعده الاجتهاد لنستمر في الحياة الفنية و إلاّ فستنسانا الناس سريعاً”.
المصدر : وكالة سما الإخبارية
Discussion about this post