غزة أونلاين – غزة – هدى الدلو
بلباسها الأمني تقف بكل شموخ وثقة تؤدي المهام الموكلة لها في المكان المخصص في بنك فلسطين لتحصيل الأمانات من قبل العملاء و الزوار، غير آبهة لنظرات الوافدين و الخارجين، و كلامهم المتناثر و تعليقاتهم، و نظراتهم المتعجبة بإقتحامها عملًا خاصا بالرجال، متحدية ذلك لتؤدي عملها على أكمل وجه ، و لتؤكد لمن حولها أن عملها في الأمن ليس حكرا على الرجال، بل إقتحمت المجال بكل جرأة و شجاعة.
السيدة الثلاثينية ريم سكر من سكان مدينة غزة أول سيدة في القطاع تعمل في مجال الحراسات الأمنية.
سكر صاحبة الشخصية القوية التي غرسها والداها فيها منذ مرحلة طفولتها، و سماتها الشخصية يليق بها أن تكون “شرطية” كما كانوا يقولون لها، قد سارت عكس تيار العادات و التقاليد و خرجت عن النمطية المجتمعية، فدرست العلوم الأمنية في كلية العودة الجامعية وفق ميولها الطفولية.
و قالت عن سبب إختيارها لهذا التخصص بالتحديد: “كان زوجي ملتحقا بذات التخصص و بحكم إنشغاله في وظيفته و عمله كان يطلب مني دائما أن أعد له التلخيصات ليسهل عليه دراستها، فأعجبت بطبيعة المواد و أحببت التخصص، فكنت مطلعة على المنهج الدراسي و بتشجيع منه إستطعت كسر القاعدة بالتحاقي به”.
و إستطاعت بذلك أن تحقق حلم طفولتها و أن تكون أول سيدة أمن في غزة، لتقدم خدماتها الأمنية مع زملاء آخرين، مشيرة إلى أن البعض يتوقع أن هذا العمل يأخذ طابعا رجوليا، و أنه مهنة تقتصر على الرجال.
صمت سكر آذانها عن كلام الناس و أصرت على الوصول إلى حلمها، فبعد تخرجها من الكلية بعامين، ذهبت إلى بنك فلسطين لإجراء معاملة مصرفية فتفاجأت بمشكلة قائمة بين رجال الأمن و السيدات، و لم يستطيع الأمن إحكام سيطرته عليهم، فسألت الشرطي: “لماذا لا توظفون سيدة أمن خاصة بالنساء؟” فتفاجأ : “هل يوجد سيدات أمن ؟ يا ريت يوفروا”، فما أن علمت برغبتهم سعت للتسجيل بشركة الحراسات الأمنية.
و أضافت: “فعملي في البنك قائم على عدة مهام موكلة إلي كتنظيم دخول السيدات، و تنظيم إصطفافهن في طوابير منظمة، و خاصة في أوقات الطوارئ و صرف المخصصات المالية”، كما تعمل على فض أي شجارات نسوية و مشادات بينهن كون رجل الأمن لا يستطيع التدخل بين النساء.
و بحكم تجربتها البسيطة في العمل فإنها تحكم عليها بالرائعة و الممتعة، و أوضحت سكر أنها لم تتعرض لأي مشاكل خلال فترة عملها، فلا تستخدم القوة و التدخل البدني، فتتجه للأسلوب الدبلوماسي في البداية.
و نوهت إلى أنها تلقت التدريبات اللازمة في مقر الشركة الأمنية لتكون على إستعداد تام في حال حصول أي إشتباكات جسدية داخل أروقة البنك.
و رغم اعتراض البعض على مجال عملها، إلا أنها لاقت تشجيعا كبيرا من آخرين خاصة من قبل عميلات البنك لحساسية التعامل معهن في الأمور الأمنية من تفتيش و فض الشجارات و حفظ الهدوء و النظام، و الإحتجاز في حالة الشك الأمني.
و بينت سكر أن عملها في مهنة الأمن لم يؤثر في أداء واجباتها العائلية، كما أنها تمارس الحياة الإجتماعية على أكمل وجه، و تطمح أن يتم تداول هذه المهنة داخل المؤسسات، و يكون هناك تواجد للعنصر النسائي الأمني.
المصدر : فلسطين أون لاين
Discussion about this post