غزة أونلاين – غزة – علاء الهجين
لم يتوقع مربو و أصحاب مزارع الدجاج في قطاع غزة، أن يتكرر مسلسل إنخفاض أسعار الدجاج بشكل كبير، كالذي يحدث في هذه الأيام، حيث وصل سعر كيلو الدجاج من المزرعة مباشرة إلى 8 شواقل، و يباع لأصحاب محلات اللحوم بـ 9 شواقل، فيما يحصل عليه المستهلك بـ 9.5 شيقل، و هذا يعتبر أقل من سعر التكلفة بالنسبة للمزارعين، مما يتسبب لهم بخسائر إقتصادية فادحة.
يوضح أحمد سمير، مربي دجاج في غزة، أنه كان يعول كثيرا على موسم شهر رمضان، في جني أرباح من تربية الدجاج وتعويض الخسارة التي تعرض لها في الأشهر الماضية، لكنه تفاجأ من إنخفاض أسعارها على غير العادة.
و يؤكد سمير، الذي يملك في مزرعته نحو 1500 طير من الدجاج، أنه متخوف من تكرار خسارته لأنه الأسعار منخفضة و سعر التكلفة مرتفع جدا، و أن عدد الدجاج في مزرعته يعتبر كبيرا مقارنة بالأفواج الماضية، و الخسارة ستكون مضاعفة.
و يضيف: “تحتاج المزرعة من بداية إنشائها و جلب الصيصان فيها، إلى اهتمام و رعاية و جهد كبير من صاحبها و العاملين داخلها، إضافة إلى احتياجها لتكلفة مالية عالية من ناحية الأدوية و الأعلاف و التدفئة و تشغيل المولدات الكهربائية بسبب أزمة الكهرباء، فإنخفاض الأسعار قد سبب كارثة مالية لصاحبها و خاصة إذا كان قد إستدان المبلغ بهدف الربح، ليعيل أسرته”.
و يتابع: “كميات و أعداد الدجاج اللاحم المتواجدة في مزارع القطاع بشهر رمضان كبيرة جدا ، مع وجود إقبال ضعيف على الشراء بسبب أوضاع أهالي قطاع غزة المتردية، إضافة إلى أن وزارة الزراعة سمحت بإستيراد كميات كبيرة من بيض التفريخ، كل تلك الأسباب أدت إلى انخفاض أسعار كيلو الدجاج”.
و طالب وزارة الزراعة بالرقابة على كميات البيض التي تدخل القطاع، و ضرورة اتخاذ إجراءات فورية و عاجلة لحماية مربي و أصحاب مزارع الدجاج، و تحديد الأسعار لصالح المربي و المستهلك معا، و تعويض خسائر المربين، لأنهم يعتبرون الطبقة الأكثر فقرا .
أحمد أمين، صاحب أحد محلات بيع الدجاج و اللحوم في غزة، يوضح أنه و بالرغم من إنخفاض سعر كيلو الدجاج، إلا أن الإقبال على شرائه ضعيف جداً، بسبب تردي الأوضاع الإقتصادية، و خصم من رواتب موظفي السلطة في غزة، و شح فرص العمل لأهالي القطاع.
و يؤكد أمين، أن بيع كيلو الدجاج للمستهلك بـ 9.5 شيقل، و هو ما يعني خروجه من المزرعة دون سعر التكلفة الحقيقة، الأمر الذي يُكبد المزارعين خسائر كبيرة.
من جانبه، يوضح مدير عام التربية الحيوانية بوزارة الزراعة في غزة، طاهر أبو حمد، أن السبب الرئيسي لإنخفاض أسعار كيلو الدجاج في قطاع غزة، الأزمة الاقتصادية و المالية و أزمة الكهرباء التي يعاني منها أهالي القطاع، و التي بدورها إنعكست سلبا على الإقبال على شراء الدجاج.
و يؤكد أبو حمد، أن وزارته كانت تعمل ضمن خطة تكون بمصلحة المستهلك و أصحاب المزارع معا إلا أن تراجع المستوى المعيشي لأهالي القطاع، أدى إلى نتائج سلبية على المزارع.
و يوضح، أن وزارة الزراعة كانت تقدر الإستهلاك بنحو 3 ملايين دجاجة في رمضان من قبل أهالي القطاع، و لكن تراجع الطلب بشكل كبير من قبل الأهالي، بسبب تراكم الأزمات و قلة وصل الكهرباء بشكل خاص، و أصبح المواطن يشتري إحتياجاته اليومية فقط.
و يبين، أن الوزارة ستعمل خلال الفترة المقبلة على إستقرار سعر الدجاج بحيث لا يتضرر المزارع أكثر من ذلك، و سيكون سعر الكيلو 11 شيقلا .
المصدر : دنيا الوطن
Discussion about this post