غزة أونلاين – غزة
بقلم : أسامة الكحلوت
تصوير : معالي ابو سمرة
في الوقت الذي يفترض فيه ان يكون للمسن إحترامه ومكانته، أجبرت الظروف المعيشية في قطاع غزة المسن ايوب حسونة للتنقل بين الاسواق، لالتقاط رزقه وطعامه من فضلاتها.
بعربة فارغة وعكازين يشق المسن ” حسونة ” طريقه كل يوم جمعة، لالتقاط وجمع ما تبقى من فضلات سوق الجمعة في معسكر دير البلح، ليقدمه لعائلته، ومحاولة استصلاح الخضار والفواكه وتقديمها لهم كطعام على مدار الاسبوع.
ففي الوقت الذي يتجول مئات المواطنين في السوق منذ ساعات الصباح الباكر لشراء احتياجاتهم من السوق، ينطلق حسونة من منزله الواقع على مقربة من مكان السوق، بعد خلو المواطنين من الشارع بعد صلاة الجمعة وانتهاء السوق، وبدء جمع فضلات السوق من عمال النظافة، يبدأ حسونة بجمع ما يصلح لاسرته نتيجة ضيق حاله.
تكسو ملامح حسونة الشقاء على تجاعيد وجهه المنهك، حيث عاش حياته عاملاً في قسم النظافة في بلدية غزة، وكان ينطلق من دير البلح الى مدينة غزة عبر دراجته الهوائية لعدم قدرته على توفير اجرة الطريق من الراتب الذي كان يتقاضاه، ويعود اطراف الليل الى مسقط رأسه من غزة على نفس الدراجة.
وتعرض حسونة لحادث سير خلال عودته من العمل، واضطر لترك عمله لعدم قدرته على المواصلة في القسم والتوجه لمدينة غزة، واضطر لاستخدام عكازين لمساعدته على السير، واضطر لتحويل جدول حياته لمتابعة ما تبقى من سوق الجمعة وجمعه لاسرته، بالاضافة لسوق يوم الثلاثاء في نفس المدينة ولكن في مكان اخر.
وقد رصدت كاميرا دنيا الوطن المواطن حسونة، وهو يقوم بجمع فضلات السوق قبل اكثر من عام ونصف، ولكن كان حينها يستخدم دراجته الهوائية لوضع ما يناسبه داخل سلة فارغة مثبتة على الدراجة.
لاكثر من ساعة كاملة يتجول حسونة في كل زاوية في السوق، ويركز بحثه داخل اكوام الفضلات من الخضار والفواكه التي يلقيها الباعة على الارض نتيجة عدم صلاحيتها للبيع، ورفض المواطنين لشرائها.
وقال حسونة لدنيا الوطن:” اتجول في السوق كل يوم جمعة، لجمع الخضار والفواكه لعائلتي، فحياتنا صعبة بدون طعام كافي للعائلة، وبيتي لا يصلح للسكن، ونغرق في الامطار في فصل الشتاء، وليس لدي القدرة على اصلاحه”.
وخلال مرافقة دنيا الوطن لحسونة خلال جولته داخل السوق وصولاً لبيته، تبين لنا ان طعام يوم الجمعة الذي التقيناه فيه، هو “طبيخ باذنجان”، ومن خلاصة ما جمعه واستصلحه من سوق يوم الثلاثاء الذي سبقه في المدينة، اما اللحوم فلا تدخل البيت الا نادراً، وان وجدت فتكون من الجناحين رخيصة الثمن لمرة واحدة كل شهرين.
وقالت زوجته ام ايوب حسونة، ان العائلة تنتظر ما يتم التقاطه من الاسواق لاستصلاح ما يمكن استصلاحه واستخدامه، وتقديم ما تبقى من الفواكه والخضار للطيور المتواجدة في المنزل.
ويعيش برفقة الوالدين، ابنتهم المتزوجة مع اثنين من اطفالها، كما يعيش اثنين من ابنائها المتزوجين في قسم منفصل من المنزل، ولكنهم يعتمدون على الطعام المتوفر في منزل الوالدين.
وناشدت العائلة الرئيس محمود عباس لتقديم المساعدة ويد العون لهم، وتوفير منزل امن للعائلة نتيجة تدهور منزلهم الحالي وعدم صلاحيته للعيش.
المصدر : دنيا الوطن
Discussion about this post