غزة أونلاين – غزة – حمادة جلو
من بين 19 ألف مصور و مشارك حول العالم، إستطاع المصور الفلسطيني محمود أبو سلامة (28 عاما ) من مخيم جباليا للاجئين شمال قطاع غزة، أن يستحوذ على المرتبة الأولى في جائزة “إختيار الجمهور”، لفئة “حياة”، في مسابقة أعدّتها قناة “ناشيونال جيوغرافيك” للتصوير الفوتوغرافي، في صورة تجمع طفلين من مخيم جباليا، وهما يلعبان على الحبل في يوم عطلتهم الأسبوعي، معبرين عن الفرح ومحاولة لرسم الحياة بطريقتهما، رغم المعاناة.
بدايته وشعور بالفرح
و يقول أبو سلامة: “بدأت التصوير كهواية من (5 إلى 6) سنين ماضية، و بدأت بكاميرا ديجتال صغيرة، ثم أخذت أطور من مهاراتي و قدراتي إلى أن جمعت ثمن كاميرا فوتوغرافية، ثم دخلت مسابقات عديدة في الصور الفوتوغرافية سواء أكانت محلية أو دولية، و قد كنت من ضمن الثلاثة أوائل في المسابقة”.
وعبر عن لحظة شعوره بالفوز و حصوله على المرتبة الأولى، بأنها أسعد لحظات حياته، لأنه حظي باهتمام كبير من الوسط الإعلامي، خصوصاً أنه شاب من قطاع غزة، يصل لتلك المرحلة، و يتحدى الذات، و يرى نفسه أمام 4 حكام عالميين، ليقوموا بتقييم عمله.
الجمع بين الفرح والمعاناة
و تابع: “أي مصور يريد التصوير، يركز على الحالة الإنسانية و الأطفال فقط “، مشيراً إلى أنه كسر هذا النمط و جمع بين الطابع الإنساني و الجمالي في هذه الصورة، بعيداً عن برامج معالج الصور، و يأخذ هذه الصور في بساطتها، لتدل على أكثر من معنى.
و أوضح، أنها ليست المرة الأولى التي يفوز بها في مسابقة، خصوصا أنه لم يعمل لأي وكالة أو صحيفة إعلامية، ولا يوجد له عمل آخر غير التصوير، منوهاً إلى أن معداته شخصية، وأي خلل بسيط سيكلفه مبلغاً كبير.
و بعد فترة من لحظة الإعلان عن فوزه، شعر أبو سلامة بالأسف، لعدم اهتمام مراكز التصوير بالشباب الموهوبين في التصوير، ورغم موهبته وإمكانياته وفوزه بالمسابقة، قال: “إن معظم الوكالات والصحف والفضائيات الإعلامية، تحدثت لي بخصوص المسابقة وتفاصيلها، الا أنني لم أتلق أي عرض في وظيفة منهم”، موضحاً أن الوكالات أو الصحف الأجنبية في حال وصول الشخص لهذه المرحلة، تهتم به عن طريق مراقبتهم لأعماله.
ووجه نصائحه للشباب الفلسطيني، أنه رغم الحصار والمعاناة، استطاعت غزة أن تخرج المواهب والفنانين، محذراً من شعورهم باليأس، وأن المحاولة تصنع النصر، وعلى الجهات الرسمية أن تهتم بمواهب الشباب.
وختم بالقول: “إنني شاب موهوب وحاصل على عدة جوائز، وأقدم عملاً جميلاً، أرجو ألا يذهب هدراً، يجب أن يكون لهذا العمل جهة رسمية تستطيع أن تهتم به وتحتضنه وتدعمه، والاهتمام بالجيوش الفوتوغرافية.
بدوره، قال أستاذ الطب النفسي بجامعة الأزهر فضل عاشور، إن قطاع التعليم في غزة مرتفع جداً، رغم غياب الجدوى الاقتصادية، لأنه أصبح أحد الأعراف والتقاليد عند المجتمع الفلسطيني، مشيراً الى أنه رغم الحصار، و علاقة الشباب بالعالم الخارجي مفتوحة فقط عبر تكنولوجيا المعلومات الحديثة، إلا أن غزة مكتظة بمواهب الشاب الفلسطيني.
و شعر عاشور، بالأسف تجاه الشباب الموهوبين و قدراتهم في قطاع غزة، منوها إلى أنهم يحصلون على الشيء المعنوي فقط، و هذا لا يكفي، لأن لديهم متطلبات أساسية في الحياة، بالإضافة إلى عائلته التي يريد أن يلبي لها احتياجاتها.
و أكد، أن السن الذي يكون الشاب فيه قادراً على التحدي هو من 20 إلى 30 سنة، ويكون له القدرة على الانفصال المالي، وتشكيل أسرة، لافتاً إلى أن الشاب، أصبح من النادر جداً أن ينجز هذين الأمرين، وهذا يدل على إحباط شديد.
المصدر : دنيا الوطن
Discussion about this post