غزة أونلاين – غزة – إسلام الخالدي
أبو أحمد عفانة (55 عاماً) ، يقول في أزمة الكهرباء التي يعاني منها سكان قطاع غزة دون إستثناء، و خاصة أصحاب الأجور المتدنية الذين يتقاضون معاشهم الشهري أو ربما كل ثلاثة شهور مرة، فيما يقدمون على شراء لوازم البيت من طعام ليختزنوه في ثلاجتهم لتكفيهم طوال الأسبوع، فيقول “أعمل لدى محل تجاري – سوبر ماركت – أتقاضى منه معاش شهري أقل من 1000 شيقل، فهو لا يسد إحتياجات أولادي ومتطلبات الحياة، لكن أسعى لأن أوفر لهم لقمة طعامهم، بإنفاق أغلب ما إتقاضاه على شراء اللحوم و الخضروات، حتى و لو كانت الكميات قليلة”.
و يضيف أبو أحمد، “منذ حدوث أزمة الكهرباء على قطاع غزة، أصبحنا نعيش في دوامة تخبط و الخوف من الآتي الذي لا نعرف فيه مصير حياتنا من موت بصعقة كهربائية أو حتى الحرق و الإختناق إثر إنقطاع التيار، و أخيرا بدأت الأزمة تتدرج لتصل لأبسط الأمور في بيت كل غزي”.
و يشير إلى أن أهل بيته إضطروا لإخراج الطعام الموجود بالثلاجة و التصرف به بشكل سريع؛ خوفا من أن يفسد و لا يستفيدون منه نهائيا ، مؤكدا على أن بيته خاو على عروشه ، ينتظر الراتب القادم لشراء ما تم التصرف به، أملا بأن يطرأ تحسن في جدول الكهرباء .
حالة أبو أحمد ليست الحالة الوحيدة التي حالت بينه و بين أدنى متطلبات الحياة الكريمة ، فسكان قطاع غزة يعيشون تحت مرمى النيران من مشاكل سياسية و إقتصادية، و منها أزمة الكهرباء و الحصار، وصولا إلى أزمة الرواتب الخانقة.
إلى أين سيصل الحال؟!
في أحد أسواق غزة تقف السيدة أم محمد سكسك حائرة أمام محال اللحوم و الخضروات، لتستفتي عقلها بأن تشتري إحتياجات بيتها من مواد غذائية و لحوم و خضراوات أم لا؟ فتقول: “أزمات متتالية، قطاع محاصر، كهرباء شحيحة، و راتب منعدم، هذا ما يدور في باطن عقلي، حيث إن منزلي ينقصه الكثير من الاحتياجات، لكني متخوفة من شراء أي شيء كونه يفسد قبل إستهلاكه مع إنقطاع التيار”.
و تشير أم محمد إلى أنها المعيل الوحيد لأبنائها الستة بعد وفاة زوجها منذ عامين، فهي الأب والأم، مؤكدة على أن أزمة الكهرباء أوقفت الناس حائرة وجعلتهم في تخبط خوفاً من نفاذ النقود قبل شراء كل ما ينقصهم، و بالتالي لا يستفيدون من الراتب حتى لو كان متدنيا أو من لوازم البيت الغذائية التي من الممكن أن تفسد قبل الإستفادة منها.
و تتابع بالقول: “إلى أين سيصل الحال بنا؟! نحن في ألم كبير بين مرارة العيش و قسوة الأيام، فالوضع العام بالقطاع صعب جدا يشمل الغني و الفقير”، متمنية بأن يتوصل المسؤولون لحلول قد تنهي هذه المعاناة التي حرمتهم من أدنى متطلبات الحياة.
جدول غير مستقر وحياة غير آمنة
بينما الشاب أحمد أبو الندي يروي تفاصيل حياتهم جراء إنقطاع التيار الكهربائي بجدول متخبط لا يعرف أركانه أحد، فعدم الحياة أفضل لنا هذا ما إستهل به حديثه، ليعبر عن غضبه قائلا : “نحن في عداد الموتى، حياة غير مستقرة و رواتب منقطعة و جدول كهرباء غير مستقر، بالإضافة إلى أجور متدنية و ربما لم نتقاضاها شهريا في بعض الأحيان”.
و يشير إلى أنه يقطن في بيت بالإيجار يدفع ثلثي معاشه لصاحب المنزل، منوهاً إلى أنه اشترى متطلبات لبيته بمبلغ 200 شيقل من لحوم و خضراوات كي تكفيهم لمدة شهر، لكن إنقطاع التيار بصورة مفاجئة أفسد نصف الكمية و المتبقي تصرف به على الفور .
Discussion about this post