غزة أونلاين – غزة : كتبه – رنا الشرفا
قرار فتحه في كلا الاتجاه الاتجاهين كان مفاجئاً رغم طول انتظاره، فهذا المعبر – معبر رفح الحدودي الذي يربط قطاع غزة المحاصر بجمهورية مصر العربية- مغلق منذ 11 آذار الماضي ولا يزال حتى اليوم فتح أبوابه للمسافرين بكلا الاتجاهين، وليس أية مسافرين، بل اقتصر على المرضى من الحالات الحرجة ومن أوشكت إقاماتهم في الخارج على الانتهاء، وبقي الطلبة خارج الحسابات حتى إشعار آخر.
على الأرض
15500 ألف مواطن مسجلين لدى وزارة الداخلية الفلسطينية، على قوائم السفر، متلهفون إلى العلاج أو الإمساك بما بقي لهم من خيط حياة حيث استقروا في بلدان أخرى، توافدوا إلى المعبر منذ ساعات الفجر الأولى ..
الصور توثق المشهد هناك ، والتاريخ يقف شاهداً على ما يمر به الغزيون في قطاع غزة، والذين افترشوا وحقائبهم الأرض، علً عقارب الساعة تخجل من حمرة جباههم التي تتصبب عرقاً ، وتمشي بالوقت حتى يصلوا الجانب الآخر من المعبر.
وما بين عقل “شارد” ونظرات حائرة، وأحاديث تعارف بين من جمعهم الألم والقدر الذي رهن آمالهم وحياتهم في بوابة هذا المعبر، حاول المسافرون أن يتغلبوا على انصهار عواطفهم أمام هذه البوابة الحديدية، والتي كان قرار اغلاقها من جديد مرهون بأي حدث أمني يحصل في سيناء حتى وإن لم يكن للمسافرين أي ذنب فيه؛ لكنها السياسة!!
سيلفي أمام المعبر
ورغم ما يمرون به من قلق وتوتر، يبقى للغزيون بصمة خاصة للحياة، أتي تخلق من كل انهزام وعد بنصر جديد، ومن كل ألم ودمعة ، موعد لفرح جديد، فمن المسافرين من حاول أن يجسد اللحظة بابتسامة تسرقها لقطة سيلفي من عدسة أحد الهواتف الذكية، ومنهم من وجد في مداعبة الأطفال سبيله، ومنهم من غرق في ألعاب هاتفه النقال ليبقى الصراع مع الوقت قائم فإما يصرعهم أو يصرعونه.
وما إن بلغ الساعة السادسة والنص – بعد وصول فريق فلسطين أون لاين إلى المعبر بنحو ربع ساعة- بدأ المسافرون يدلفون إلى صالات الانتظار والمغادرة لدى الجانب الفلسطيني.
الحصار أو الحرية
اقترب الوعد بالسفر خطوة، وداخل الصالة من الجانب الفلسطيني تهافت المسافرون على موظفيّ الجوازات، لختم جوزات سفرهم إيذاناً بمغادرة الأراضي الفلسطينية المحاصرة إلى العالم الواسع الذي يحيى بحرية كاملة، ويهنئ بحياة لا انقطاع للكهرباء فيها ولا ونسب مرتفعة من مادة الكلور في مياهه، ولا مبانيه مهدمة بفعل اعتداءات الاحتلال المتواصلة ولا وجود للاحتلال أصلاً هناك.
سيغادرون غزة, وقد شرعوا بمغادرتها فعلاً، فهل تحملهم هذه الخطى المتثاقلة إلى العودة إليها يوماً رغم ما فيها؟ هل سيحنون إلى الأهل والوطن والنشأة والسمر في أزقة المخيمات وعلى شرفات المنازل وأسطحها طلباً لنسمات عليلة تزورهم في وقت انقطاع تيار الكهرباء؟ أم ستُغريهم بهجة الحياة وحرية التنقل فيخرجون من قطاع غزة بلا عودة؟!
عن فلسطين أونلاين
Discussion about this post