مقاهي مخيم جباليا تعج بالشباب هرباً من عتمة المنازل
بعد وقت قصير من موعد تناول الإفطار تكتظ المقاهي والكافيتريات بالمئات من الشبان يومياً، في مخيم جباليا للاجئين.
ويزدادا الإقبال على ارتياد المقاهي في أيام المباريات لمشاهدتها وفي أيام الإجازات.
ويتوجه هؤلاء لقضاء أوقات مسلية، لكن أحاديثهم لا تخلو من الإشارة إلى الواقع الصعب المُعاش في القطاع.
ويجد الشباب في ارتياد المقاهي متنفساً لقضاء أوقات رمضانية بعد الإفطار، وهرباً من منازلهم التي ينقطع عنها التيار الكهربائي طيلة الوقت باستثناء أربعة ساعات وصل يومياً.
وقال المواطن أسعد أبو القمصان( 26عاماً ) من مشروع بيت لاهيا لـ”الأيام”:” نأتي إلى هنا للترويح عن النفس، فأجواء المنازل خانقة، خصوصاً وأن الكهرباء مقطوعة معظم الوقت”.
ولم يقلل “أبو القمصان” الذي يبحث عن عمل بعد تخرجه من الجامعة، من التكاليف التي قد يدفعها عن ارتياد المقهى بشكل مستمر، لكنه يحاول عدم المبالغة في ذلك .
وتتضمن سهرات هؤلاء الشباب تدخين “النرجيلة”، وتناول العصائر والمشروبات الباردة والساخنة، وسط أجواء رمضانية صيفية، والهدف منها هو قضاء الوقت والتسلية.
وقال الشاب محسن ثابت : “نلتقي هنا، إما هرباً من الحر والظلمة في المنازل، أو للتزاور وقضاء أوقات مسلية وأحياناً تدور نقاشات سياسية ونشاهد مسلسلات”.
وأضاف لـ”الأيام”: ” طوال اليوم بدون عمل، ولا خروج من المنزل، ويكفي أننا نلتقي مع الأصحاب في غير أجواء الصوم “.
وتنتشر البطالة بين صفوف الشباب الذين يصنف جزء كبير منهم من خريجي الجامعات أو الطلاب.
ويتبادل شبان آخرون من المشاركين في هذه الأمسيات، الأحاديث حول التطورات السياسية ومسيرات العودة، وسط دعوات وآمال إنهاء حالة والفرقة الداخلية، والعودة إلى الوحدة الوطنية .
وقال الشاب ضياء درويش (28عاماً): “أن الواقع في قطاع غزة يشهد صعوبات كبيرة في ظل الفقر وسوء الخدمات، والبطالة وكبت الحريات”.و كثير من الشبان يرتادون المقاهي والكافتريات لمشاهدة ومتابعة مباريات كرة القدم ومسلسلات رمضان.
وقال الشاب معاذ فدعوس( 23عاماً) من الشيخ زايد ، أنه وجد في متابعة هذه المباريات فرصة كبيرة للتسلية وقضاء وقت ممتع، مشيراً إلى أنه يواظب على الحضور يومياً بعد الإفطار .
من جانبه قال محمد أبو سعادة صاحب كافتريا “الجيل”، في مخيم جباليا، أن توجه هؤلاء الشباب للكافتريات وقضاء ساعات طويلة قد تصل لموعد السحور في بعض الأيام هو محاولة لتبادل الأفكار والتسلية مع الأصدقاء، خصوصاً وأن هذه المقاهي تعج بالكهرباء.
وأضاف لـ”الأيام” صحيح أن غالبية هؤلاء الشباب من الخريجين غير العاملين وبعضهم موظفين لأن ارتياد المقاهي لا يكلفهم أعباء مالية باهظة.
المصدر: جريدة الأيام/ خليل الشيخ
Discussion about this post