غزة أونلاين – غزة
أكد الرائد حسن السويركي، مدير التخطيط و التوعية في جهاز مكافة المخدرات، أنه لا توجد إحصائيات رسمية تؤكد عدد المتعاطين للمخدرات في قطاع غزة، لكن هناك أعداد للمقلعين عن التعاطي، و يوجد إنحسار في أعداد المتعاطين، لافتا إلى أن الصعوبة في الخروج بالأعداد تكمن في أن المتعاطي يرى الجميع يتعاطى و لا أحد في المجتمع سوي.
و أضاف السويركي، أن هناك حالة إغراق لقطاع غزة بالمخدرات؛ و يقف خلفها جهات إسرائيلية، و الكميات المضبوطة في 2017 توازي ما تم ضبطه خلال أعوام ماضية، و هذا ليس فقط على صعيد قطاع غزة، و إنما على الصعيد العربي.
و ذكر: “وضعنا خطة لتجفيف منابع تجار المخدرات، مضيفا: أن المكافحة تعمل على عدة محاور منها الملاحقة و الجزاء، و أيضا التوعية للمجتمع المدني و الطلبة و الجامعات، و نفتح باب التوبة، و من يرد التوبة نستوعبه، فيما المحور الأخير يكون عبر العلاج و التأهيل، حتى ينهي مرحلة التعاطي للأبد”، على حد تعبيره.
و تابع السويركي: “هؤلاء أبناؤنا، و لا نتعامل مع المدمن أو المتعاطي بالنبذ، و نضمن له عدم الملاحقة و السرية الكاملة”.
و لفت إلى أن ادارة المكافحة ضبطت العديد من أنواع المخدرات، منها حبوب الهلوسة، و حبوب السعادة و الهيروين، إضافة لكون الترامادول يعتبر أكثر الأنواع إنتشارا في قطاع غزة.
و فيما يتعلق بالتعامل مع المتعاطي أو المدمن في السجون، فأكد أن مكافحة المخدرات، تتعامل مع كل حالة على حدة، و توفر الثقة و السرية للمريض، و يتم سؤال المتعاطي عن حالته و من أين يأتي بالمخدرات، و أين يقوم بتخبئتها، و جميع الأمور المتعلقة بمرضه، ثم ننقله إلى مصحة حتى يستكمل علاجه، مستدركا: “لكن إذا عاد للبيئة القديمة و أصدقاء السوء فسيعود من جديد إلى الوضع الأول”.
أما منذر دلول، من مركز الأمل للتأهيل المجتمعي التابع لوزارة الصحة الفلسطينية، فبين أن سلوكيات جديدة تظهر على المتعاطي، و يتوجه الأهالي إلى مستشفيات القطاع، و هي 6 مستشفيات إضافة لمصحة واحدة.
و أضاف: “إفتتحنا قبل شهر ونصف مستشفى لعلاج الإدمان، بعيدا عن الداخلية و الأجهزة الأمنية، و الأمر يحدث بيننا و بين المريض”.
و أوضح دلول، أن المتعاطي يكون ملتزما و نشيطا في حياته، و فجأة يختلف وضعه و ينعكس ذلك، خصوصا في العلاقات الاجتماعية، و التأخر في السهر، و علاقاته بالمشبوهين، و يثور على أقرب الناس له، و يظهر الغضب عليه بشكل كبير.
و أشار إلى أن مادة الترامادول، تجعل ريقه ناشفًا دائما، لذلك يصطحب معه دائما الحلويات و الشوكولاتة.
و بين أن الإدمان ينقسم لنوعين : فإما نفسي أو عضوي، فالأول هو عبر إستخدام المادة المخدرة، و عندها لا يفكر المريض بأي شيء سوى التعاطي، بينما العضوي، فهو احتياج الأعضاء الجسدية للمواد المخدرة.
و تابع: “إذا كان المتعاطي صادقا مع ذاته ومع أطبائه، فإنه سيتعافي بسرعة بعيدا عن المستشفى و المصحة، بينما إذا تواجد الكذب و الخداع و المراغة، فلن ينجح في الإقلاع إلا بصعوبة”.
أما الدكتور، فضل أبو هين، أستاذ علم النفس و الإجتماع بجامعة الأقصى، فقد قال إنه يوجد في مجتمعنا سلوكيات غريبة، منها الطلاق و التعاطي و الظروف النفسية و الإجتماعية، من أسباب إنتشار السلوكيات الخاطئة.
و أوضح أبو هين أن عوامل فشل إنهاء أزمة الإدمان في القطاع، هو عدم وجود مستشفى تخصصي لعلاج المدمنين، مضيفا: “نحتاج مكانا معزولا يمارس فيه المدمن أو المتعاطي علاجه بأريحية كاملة، بعيدا عن المجتمع”.
و أشار إلى وجود تنويم خارجي من الأعداء للمجتمع و الأمة العربية و حتى للبيت، فوصول المخدرات للأم و للبنت يعتبر الكارثة الأكبر، و عندها فقط يصبح جميع أفراد الأسرة متعاطين.
و تابع: “الرصيد المجتمعي في الوطن هم الشباب، و إستهدافهم يوقع المجتمع في الخطر و الرذيلة و الفساد و القضايا غير السوية”.
و شبّه أبو هين، أسرة المتعاطي، بالضوء في العتمة، لذلك فهم الأقرب للمريض، و يجب أن يبلغوا عن إبنهم المدمن حتى يتم إنقاذه من هذا السم، مطالبا بعدم توافر أي تعاطف من الأهل مع المريض، لأن التعاطف معه سينعكس عليه بالسلب، مطالبا بضرورة رصد الحالات المدمنة و المتعاطية، و زيادة التوعية المجتمعية، و التوعية الدينية و النفسية و الإجتماعية، حتى يتم وقف هذه الظاهرة الخطيرة.
المصدر : دنيا الوطن
Discussion about this post