غزة أونلاين – غزة
يبدو أن ثمّة طرق يستحدثها أطفال رفضوا فكرة الإستسلام أمام حصار يحاول إنتزاع الأمل منذ إحدى عشر عامًا.
من بين أزقة المخيّمات، أخذ أطفال تتراوح أعمارهم ما بين 10 إلى 16 عاما، يطلقون العنان لمواهب و فنون كادت أن تندثر، أبرزها “الهيب هوب” ، و “البرك دانس”، و “الباركر” في محاولة جديدة للتعبير عن آراءهم و التواصل مع الناس.
“إن أطفال غزة محرومين من أبسط حقوقهم في الحياة من الحرية و السلام و الأمان، لكن رغم ذلك فإنهم لا يستسلمون للظروف محاولين صنع حياه جديدة تروق لهم، لإيصال رسالة للعالم إنهم محبين للسلام فمن حقهم العيش كباقي أطفال العالم” يقول حسن الريّس و هو مسئول الفريق، مضيفا أن فن الراب و الهيب هوب و غيرها من الفنون تنبثق من المعاناة، و القضايا الإجتماعية المعينة، و تقديم الآراء بحلها أو التوعية لتفاديها أو بنقل قصة أو عبرة مفيدة كي تسلط الضور على مشاكل الناس الحياتية.
و يتكون الفريق من 15 طفلًا يقدمون عروضا مختلفة تستوقف نظر الناس لإليها.
و بحسب الريّس أن الصدفة هي من جمعت بينهم لأنهم يعيشون نفس الظروف و من عائلات بسيطة، يتسامرون بالتدريب، و يتعلمون من خلال مواقع اليوتيوب، و الإستعانة بفرق تساعدهم من خلال مواقع التواصل الإجتماعي خارج قطاع غزة.
كانت حرب 2014 التي تعرض لها قطاع غزّة نقطة فاصلة في إبراز مواهبهم، فدفعهم الخوف لتأليف مقطوعات فنية تقاوم آلات الحرب العسكرية فكل يقاوم باللون و الفن الذى يختاره.
و يتخذ الأطفال من الشوارع، و شاطئ البحر، و أحيانا الحفلات و المناسبات مساحات تنقل عروضهم حيث وجدوا إقبالًا من الجمهور الذي يعتبر أن هذا الفن جديدا على الشارع الفلسطيني في غزّة.
الطفل محمد الريس 12 عامًا يمتلك موهبة “البق بوكس” تجعله يعبّر عما بداخله من خلالها، يقول: “في البداية كنت ألحن أمام الجيران بالحارة فوجدوا أنني أقوم بتلحين و إصدار أصوات جميلة تشبه إلى حد ما التي نراها من المشاهير عبر التلفزيون حيث عبروا عن انبهارهم مني”.
و تواصل الطفل مع خلال الفريق عبر فيسبوك مع مدربين للتطوير من أداءه بشكل جيد خصوصا و أن سوء الأوضاع المادية حالت دون تسجيله بمدارس الفنون في غزّة و التي تتميز بإرتفاع ثمن التدريبات فيها.
و يتملك محمّد موهبة يتمنى أن يشارك فيها بإحدى برامج المسابقات خارج فلسطين، فهو يرى أن ذلك حلمه المنتظر.
تتنوع مضامين مقطوعات الراب التي يقدمها بعض أطفال الفريق ما بين التعبير عن الإنتفاضة، الجرحى، الأسرى، و حرية الأطفال فلكل نمط أسلوب مغاير في التعبير.
و إنتشر فن الهيب هوب و الراب و العديد من الفنون المرتبطة بها مؤخرا في غزة ، فبات اسلوب تعبير أكثر منه مجرد موسيقى، حيث يتميز هواة هذا الفن في ملابسهم و مصطلحاتهم و تعبيرهم عن أنفسهم.
و تتميز مواهب الفريق بطابعها الإنساني و إهتمامها بقيم هامة مثل السلام و التسامح و إحترام الآخر و معرفة الذات و مقاومة العنصرية، و لكن في ظل الحصار المفروض على القطاع يواجه هذا النوع من الفن كغيره صعوبات أبرزها عدم وجود نوادي تدربه، و لا تتبنى شركات الإنتاج له كونه لسبب الأول نتيجة ضعف التسويق و كون ميزانية أي أغنية راب من تسجيل و تصوير و إخراج.
مازالت غزة المحاصرة مدينة خصبة تنمو فيها مواهب لأطفال يفتقدون مقومات الحياة، لكنهم يحاولون قدر المستطاع الوصول لأحلامهم ينظرون اليها بعين متفائلة.
المصدر : شبكة نوى
Discussion about this post