نساء من غزة يمارسنَ “السيرك” لأول مرة
غزة أونلاين – عروب السقا
ليس غريباً أن تجد امرأة غزية أبسط حلمها أن تحظى بوظيفة لتمارس ما تعلمته، أو أن تزور العالم الخارجي الذي لم تشاهده الا في التلفاز فقط؛ ولكن الغريب أن يكون حلمها أن تتقن مهارات فن السيرك؛ ثم يصبح هذا الحلم جزءً من الواقع!
بدأت فكرة انشاء أول مشروع للسيرك في قطاع غزة في عام 2016، حيث كان مقتصراً فقط على فئة الشباب من الذكور وقد حظي بنجاح كبير؛ ما دفع مؤسسو هذا المشروع لتطوير فكرتهم في عام 2018 ليشمل الجانب الأنثوي أيضاً.

تقول صاحبة فكرة المشروع الإيرلندية “جيني هيجين” البالغة من العمر 21 عاما والتي تعمل في مجال العمل الإنساني NGO “قد حظيت بفرصة لزيارة قطاع غزة قبل ثلاث سنوات، إذ رأيت الحقيقة التي كنت أبحث عنها وآثرت أن أنشأ مشروع لتعليم الفتيات ممارسة السيرك ورياضة اليوجا؛ لما لهم من فوائد جمة ليس فقط على الناحية البدنية؛ بل يتعداها ليشمل النواحي النفسية ونضارة البشرة إيماناً مني أن المرأة هي المستقبل وخاصة المرأة الفلسطينية التي واجهت الصعاب تلو الصعاب ومازالت تتحدى نفسها لتثبت للعالم الخارجي بأنها تستحق الحياة”.
وتضيف ” لقد واجهنا بعض الصعاب في بداية المشروع؛ بدءً من اختيار المكان المناسب الذي نستطيع تهيئته لإقامة مثل هذه الأنشطة وقد نجحنا بالتعاون مع مؤسسة عائشة في هذا الجانب، ثم الترويج للفكرة حيث قمنا بالتعاون مع منسقة المشروع أمل خيال بالإعلان عن فرص للتدريب والعمل في عدة تخصصات منها الرياضة، والصحة النفسية، والعلاج الطبيعي، والتمريض، ومن نجحن في المقابلة خضعن لتدريب مكثف على بعض الألعاب والرياضات؛ حيث تم اختيار 13 سيدة من تخصصات مختلفة كمدربات للألعاب الهوائية والسيرك، و19 مدربة لرياضة اليوجا، أمّا المتدربات فهن 12 طفلة، و12 مراهقة، و30 سيدة”.
وأشارت إلى أن هناك حالياً 3 مدارس سيرك في مناطق مختلفة في قطاع غزة كالشجاعية وبيت لاهيا وجباليا وجميعها مجانية لكي يتمكن الجميع من المشاركة وهي تسعى الآن بمساعدة فريقها إلى توسيع نطاق هذا المشروع؛ حيث يتم نشر صور من التدريبات يوميا على رابط صفحة المشروع الرسمية وقد حظي بدعم كبير محلياً وخارجياً.
وقالت المتدربة هيفاء شعت (25 عاما): “بعد ممارستي لهذه التدربات لاحظت فرقاً كبيراً؛ حيث أصبحت أكثرَ مرونة ولياقة وأعمل باستمرار على ممارسة تمارين إضافية في المنزل أشاركها مع عائلتي؛ حرصاً مني على تطبيق كل ما أتعلمه لاستثمار وقتي ولدورها الفعّال في تخليصي من جميع الطاقات السلبية والتوتر والعصبية”.
من ناحيتها قالت المتدربة هند أبو حدايد: “أنا أقطع مسافة طويلة كي آتي من خانيونس إلى غزة لممارسة هذه التدريبات بهدف استثمار وقتي، والترويح عن النفس، بالإضافة إلى هدف اقتصادي، فلعل هذه التمارين تؤهلني للحصول على وظيفة لأنها ساعدتني في تطوير شخصيتي التي أصبحت أكثر صبرا وعقلانية”.
Discussion about this post