قلم: دعاء شاهين
لم تغب ملامح شهر رمضان عن حياة المرأة الغزيّة رغم رمادية الواقع الذي تعيشه، فهي تحاول توفير الأجواء الرمضانية المناسبة، طمعًا في إدخال البهجة على قلب أسرتها. من خلال هذا التقرير تعرض شبكة “نوى” صور متنوعة لنساء غزيّات يعشن أجواء رمضان بطقوس مختلفة:
الحاجة هاجر الجرجاوي التي تسكن وسط عائلة ممتدة شرق خانيونس، تعوّدت في شهر رمضان من كل عام أن تتجمع برفقة زواجات أبناءها حول فرن “الطابون” بشكل يومي لصنع خبزا شعبيّا ممزوجا بنكهة الماضي الحاضر يلبي حاجة أحفادها الذين يطلبوه ليزيّن موائدهم الرمضانية المتميزة بوجود الدفء العائلي بين أركانها، كنوع من العادات والتقاليد التي مازالت العائلة تحافظ عليها.
عن كيفية قضاءها يومها في رمضان رغم ما يعانيه القطاع الغزىّ من ظروف معيشية، تقول الحاجة هاجر بينما كانت تتتقافز بين يديها رقائق الطابون: “رمضان اله نكهة خاصة يا ستي عن كل أشهر السنة بس يجي بيكون الخير معاه”.
تضيف “أنا متعودة كل يوم برمضان بتسحر بصلي الفجر وبنزل على الأرض بلقط حزمات من الجرجير والبقدونس والملوخية لناكلها المغرب على الإفطار، بخلص بتجمع مع حجات المنطقة بنتسولف مع بعض، وبنجهّز الحطب لتوليع الطابون لأنه بياخد وقت للتحضير كل يوم”.
كما وتستثمر الحجة هاجر في يومها الرمضاني بالحديث مع أحفادها وإخبارهم بأيام ما قبل الهجرة والتي تتذكر القليل منها كما لا يغيب عنها الذهاب بعد الإفطار لقضاء شعائر التراويح.
وتقع مسؤولية كبيرة على عاتق المرأة العاملة في شهر المودة لكونها تسعى إلى التوفيق بين العمل والبيت في ان واحد حيث قامت المواطنة نسرين صالح والتي تعمل مدرسة حكومية منذ بداية رمضان بإعداد قائمة لجدول أعمالها وكيفية قضاءها.
تقول نسرين “قّسّمت يومي الرمضاني بما يتناسب مع التيار الكهربائي فأقوم بتجهيز بعض الأساسيات التي يسهل إعدادها قبل الذهاب للعمل لتوفير الوقت، وتجهيز البعض الآخر لحين العودة .
كما وتحرص يوميا شحن البطاريات ” الليدات” بديلة عن التيار الكهربائي حتى لا تفطر أو تتسحر على وقع الظلام برفقة عائلتها، ولا تستغني نسرين عن التسوق يوميًا رغم مشاقه برمضان، فتحرص على شراء المواد الغذائية من أجبان ولحوم بكميات قليلة كل يوم حتى لا تضطر وضعها بالثلاجة لوقت طويل مما سيعرضها للفساد فتذهب سدى فالكهرباء لا تأتى سوى ساعتين.
وتتابع نسرين أنها تتشارك مع زوجها وأولادها في إعداد الإفطار عندما يكون هناك موائد للعزائم كونها تتطلب مجهودًا كبيرًا وتخصص أيام الخميس والجمعة لأنهما إجازة للذهاب لزيارة الأقارب مع زوجها.
الشابة ولاء حمد ترى أن ظروف رمضان كما هي لم تتغير منذ عشرة أعوام من حيث انقطاع التيار الكهربائي لساعات طويلة تصل أحيانا ل24 ساعة متتالية والحصار والفقر وسوء المعيشة .
رغم ذلك تحاول التأقلم مع تلك ظروف تقول: ” أساعد والدتي بالمنزل أقضي وقتي ما بين مراقبة جدول الكهرباء ومصارعة الساعة البيولوجية للعمل، مستحملة ارتفاع درجة الحرارة بالمطبخ خصوصًا عندما ينعدم توافر الغاز فنلجأ لإشعال ” بابور الكاز” دون وجود وسائل للتهوية من مروحة كهربائية أو تكييف، ناهيك أننا تناول السحور والفطور دون وجود كهرباء”.
مضيفة أنها تضطر أحيانا للذهاب لتناول الإفطار على شاطئ بحر غزة فهو المتنفس الوحيد للغزيين في هذه الظروف، وحضور بعض الأمسيات الرمضانية كنوع من الترفيه للشهور بأجواء الشهر حتى لو بالقليل.
ولرمضان نكهة خاصة عند الفتاة ريم يوسف التي دخلت قفص الزوجية قبل أيام من دخول الشهر الفضيل، حيث ترى أن أجواء رمضان مختلفة هذا العام، عما سبقها من السنوات؛ إذ لم تكن تتحمل ذات المسؤولية التي تتحملها في الوقت الراهن، من إعداد وجبات الطعام المختلفة التي تعلمتها خلال جروبات فن الطهي عبر الانترنت.
وعن قضاء يومها في الشهر الكريم تحدثت: “أحاول التنسيق ما بين عمل المنزل ومساعدة “حماتي” في المطبخ وبعد الافطار نعد الحلويات”. مضيفة أنها تشعر بالأجواء العائلية والرمضانية بين كنفهم رغم أنها كانت متخوّفة من أن تكون الأجواء على غير ما تعودت عليه في بيت أهلها قبل الزواج.
المصدر: نوى
Discussion about this post