غزة أونلاين/غزة
أسابيع تفصل الفلسطينيين في قطاع غزة والضفة الغربية المحتلة عن بدء موسم جني الزيتون لهذا العام في ظل حديث عن وجود عجز في الموسم الحالي.
ويُعد موسم قطف الزيتون بمثابة عرس فلسطيني وأيام خير بالنسبة للمزارع في غزة وفلسطين بشكل عام، ويحتوي قطاع غزة على عدة أنواع رئيسية للزيتون هي السري، الشملالي، وK18، وهناك أصناف فرعية أخرى.
“تبادل الحمل”
وفي هذا الصدد، أوضح م. فتحي أبو شمالة نائب مدير الإرشاد الزراعي بوزارة الزراعة أن هناك عجز في موسم الزيتون للعام الحالي بنسبة تتراوح بين50 – 55 % عن العام الماضي، مرجعاً السبب في ذلك إلى ظاهرة “تبادل الحمل” والظروف الجوية الحارة.
وقال أبو شمالة في تصريح صحفي : “في العام الماضي كان موسم الزيتون جيد جداً أما العام الحالي فنتوقع أن يكون الموسم متوسطاً”.
وأضاف “أشجار الزيتون بغزة في زيادة لكن الاحتلال يقوم في كل عدوان يشنه على القطاع بتجريف آلاف الدونمات فقد أسفر العدوان الأخير صيف العام 2014 عن تجريف 6 آلاف دونم وهي مساحة ليست بالقليلة”.
ولفت أبو شمالة إلى أن غزة تحتاج سنوياً لـ 28 _ 30 ألف طن من الزيتون، مبيناً أن استهلاك الفرد في كل عام يصل لـ 15 كيلو من الزيتون المخزن أو الزيت، وهذه الكمية تتفاوت بحسب الوضع الاقتصادي للمواطن.
ويبدأ موسم جني الزيتون بحسب نائب مدير عام الإرشاد الزراعي في الأسبوع الأول من شهر تشرين الأول/أكتوبر المقبل، مستطرداً “حينما يكون الموسم ضعيفاً يكون النضج مبكراً وعندما يكون الحمل ثقيلاً يتأخر الزيتون في النضج”.
وفيما يتعلق بالبرامج التوعوية التي أعدتها الوزارة لإرشاد المزارعين قبل بدء موسم الزيتون، قال أبو شمالة “أعددنا برنامجاً شاملاً يتضمن محاضرات وورش عمل ونشرات توعوية للمزارعين وبرنامج للمعاصر”.
ونوه إلى أن الزراعة تنظم سلسلة جولات تستهدف المعاصر في القطاع لفحص مدى الجاهزية لاستقبال الموسم، ونحدد موعد افتتاح المعاصر وعملها.
ويوجد في قطاع غزة 23 معصرة منتشرة في مختلف المحافظات تعكف وزارة الزراعة على زيارتها وتفقدها مرتين وثلاث مرات في كل موسم.
توعوية وثقافة
بدوره، توقع رئيس قسم البستنة الشجرية في وزارة الزراعة م. محمد أبو عودة: أن يكون اجمالي الإنتاج 13.361 طنًا من الزيتون للموسم الحالي.
وبيَّن أبو عودة في حديثه لـ”الرأي” أن المساحة المزروعة بالزيتون حوالي 34.620 دونمًا، والمثمر منها 23.260 دونمًا وغير المثمر 11.360 دونمًا، مقدرًا إنتاج الدونم الواحد بحوالي 570 كيلو.
وقال: “مقارنة بالعام الماضي وصلنا إلى نسبة 85% من الاحتياج وكانت الفجوة حوالي 15 إلى 20 %، هذا العام، والعام الماضي بحوالي 7 آلاف طن، وستكون الفجوة حوالي 50%”.
وأشار إلى أن السبب يعود إلى ظاهرة المبادلة وهي السنة التي يكون فيها الإنتاج جيدًا والسنة الأخرى قليل، السنة الحالية يكون الانتاج اقل من العام الماضي وستكون هناك نسبة من العجز.
وأوضح رئيس قسم البستنة الشجرية أن ظاهرة المبادلة ظاهرة فسيولوجية اسمها ظاهرة تبادل الحمل، وهذه الظاهرة يكون الزيتون في عام إنتاج جيد وعام آخر الإنتاج أقل، والظروف الجوية من المنخفضات والارتفاعات تؤثر، والخدمات التي يقوم بها المزارع من حرث الأرض وري وتسميد يكون لها دور وأساس في زيادة هذه الظاهرة أو تقليلها.
وأضاف: “حتى نصل إلى نسبة 100% من إنتاج الزيتون ينبغي أن تكون المساحة المزروعة حوالي 38 ألف دونم وتكون هذه المساحة مثمرة وليس فيها غير مثمر”.
ولفت إلى أن الأرض تتعرض للتجريف نتيجة الحرب، بالإضافة إلى تفتت الملكية مما يؤدي إلى اهمال بعض المزارع والبيارات، والزيادة السكانية وبيع الأراضي الزراعية وعدم الاهتمام بها والكتل الخرسانية التي تكون عدوًا للأراضي الزراعية.
وأشار م. أبو عودة إلى أن موسم جني الزيتون يبدأ مطلع شهر أكتوبر وتشرع معاصر الزيتون في العمل، ويبدأ كل مزارع بجني الزيتون ويتوجه إلى الأسواق.
وتابع : “المزارع يستبشر بمطر (الصليب) لأن هذه الأمطار تعمل على غسل الشجرة وتنقيتها من الغبار والاتربة والحشرات، وعادة ينتظرها المزارعون في اواخر شهر سبتمبر”.
جولات إرشادية
وذكر أن الزراعة تبدأ استعداداتها بعمل جولات ارشادية على كل المزارعين، لافتاً إلى أن الوزارة تنظم ندوات وورش عمل بالشراكة مع المؤسسات العاملة في القطاع الزراعي وتوزيع نشرات.
ونوه إلى دور وسائل الإعلام في نشر التوعية والثقافة لمساعدة المزارعين في معرفة طرق و آليات القطف السليمة، والحصول على زيتون جيد ومواصفات جيدة كماً ونوعاً.
وقدَّم رئيس قسم البستنة الشجرية بوزارة الزراعة مجموعة نصائح للمزارعين حول استقبال موسم الزيتون، داعياً إياهم لاستخدام طرق القطف اليدوي بعيداً عن استخدام العصي في جني الزيتون.
ونصح أبو عودة المزارعين بعدم نشر الزيتون في الجو وتحت أشعة الشمس بل لا بد من نشره في أماكن مظللة، كما طالبهم بإرسال الزيتون للمعاصر مباشرة بعد قطفه وعدم تخزينه في أكياس بلاستيكية لتفادي ارتفاع درجات الحرارة التي تؤثر على كفاءة الزيت وجودته.
المصدر: وكالة الرأي
كتبه رائد أبو جراد
Discussion about this post