غزة أونلاين – غزة
لم تعد تجارة الجلود وسيلة يعتمد عليها التاجر الغزي ليحصل على رزقه ويعيش منها حياة سعيدة نتيجة منعهم من تصدير الجلود منذ سنوات من قبل الاحتلال الإسرائيلي، إذ أصبح التجار يذهبون إلى عملهم بـ”دون فائدة تذكر”.
فقد اعتاد التاجر الغزي روبين الشوا الذهاب إلى شركته المختصة بتجارة الجلود صباحاً والعودة منها مساء في إجراء روتيني شكلي يومي ليس هناك فائدة كثيرة منه في ظل حصار غزة وقرار الاحتلال منع تصدير جلود الحيوانات منذ أكثر من 8 سنوات.
منع التصدير
التاجر الشوا عبّر عن استياءه من عدم سماح الاحتلال بتصدير الجلود قائلاً “منذ عام 2005 لم نصدر الجلود إلى الضفة الغربية وإسرائيل إلى وقتنا الحاضر” مؤكداً أن غزة مستهلكة للحوم وهي بذلك تحتوي على جلود كثيرة وتحتاج من يستغلها، على حد قوله.
وأضاف الشوا “حاولنا تصدير الجلود عن طريق أنفاق مصر عام 2008 لكننا لم نجد أي نفع أو ربح بل إن الربح يعود على القائمين على النفق”.
ويذكر أن وفدين من الضفة الغربية من مصنعي الجلود وصلوا في شهر أغسطس/آب الماضي إلى قطاع غزة لزيارة شركات تجارة الجلود، حيث عبروا عن استغرابهم ودهشتهم من كمية الجلود الكبيرة الموجودة لأنهم في الضفة “بحاجة ماسة للجلود”.
وذكر الشوا أن أكثر من 100 ألف حبة جلد موجودة في قطاع غزة، مشيراً إلى أن حبة الجلد تكلفتها 100شيكل وبذلك فإن التكلفة الكلية تصل إلى ما يقارب 10 مليون شيكل، وهو رقم كبير من المال صعب أن يخسره التاجر بسبب عدم التصدير.
وعند سؤاله عن مدة بقاء الجلود بحالة ممتازة بعد صباغتها، قال “عندما ينتهي فصل الصيف تنتهي معه صلاحية الجلود، أما في فصل الشتاء يصمد الجلد بعد انتهاء الفصل بفترة قليلة”.
وعودات واهية
وأوضح الشوا أنه تلقى وعودات من قبل وزير الزراعة في حكومة التوافق سفيان سلطان بالعمل على تصدير الجلود إلى الضفة الغربية بعدما شاهد الكمية الكبيرة الموجودة في غزة، مشيرًا إلى أن الأوضاع الحالية المتوترة هي ما تعيق المساعي لتصديرها من غزة للضفة.
وقال مدير عام التسويق في وزارة الزراعة تحسين السقا ” باختصار شديد؛ هذا الموضوع طرح كثيراً ولا يوجد بصيص أمل للتصدير، ولا نريد أن نوهم التجار”.
وتابع “غزة ممنوعة من التصدير منذ عام 2005، وفي كل مرة نتلقى وعودًا من قبل الاحتلال الإسرائيلي ولكنها كاذبة”.
وفي سياق متصل، قال رئيس الغرفة التجارية في قطاع غزة جمال حبوب إن غزة لها وضع خاص إذ أنها ممنوعة من فعل أي شيء في ظل الحصار الإسرائيلي المفروض على القطاع منذ ثماني سنوات.
وذكر أنه لم يأتِ أحد من تجار الجلود بغزة إلى الغرفة التجارية ليقدم لهم شكوى بهذا الخصوص حتى يتواصلوا مع الوزارة.
ويبقى التاجر الغزي بين الأمل واليأس، أملٌ في انتظار تنفيذ الوعودات التي تلاقاها من المسؤولين في وزارة الزراعة، ويأس يفرضه واقع الحصار الإسرائيلي الخانق على قطاع غزة.
المصدر: فلسطين الآن – محمد ظاهر
Discussion about this post