غزة أونلاين-غزة
يتعرض قطاع غزة لموجة حر قاسية إلى جانب العديد من البلدان العربية، وسط مخاوف من قبل المزارعين وأصحاب الدواجن بتلف المحاصيل ونفوق الأخيرة كنتيجة لتلك الموجة التي تجتاح البلاد.
وسجلت درجات الحرارة مستويات قياسية في الأراضي الفلسطينية، وصلت فيها إلى 40 درجة مئوية بحيث تكون أعلى من معدلها السنوي في هذه الفترة، ما يترتب عليه العديد من الآثار السلبية على القطاعين.
المواطن محمد العبد وهو صاحب مزرعة للدواجن قال “لقد عانيت من الظروف الاقتصادية الصعبة فلجأت إلى عمل مزرعة صغيره فوق سطح منزلنا كي اعتاش أنا وأطفالي ولكن موجة الحر التي تعرضت لها البلاد أدت لنفوق عدد منها على الرغم من تشغيل المولد الكهربائي لتهويتها “.
وأضاف: “لقد كلفتني الكثير من حيث الأكل والشرب والرعاية ولكن انقطاع الكهرباء يزيد من المعاناة والتكاليف وبالتالي يصبح الهدف الذي أنشئتها من اجله وهو الربح غير موجود فالتكاليف تكون عالية جداً“.
أما المزارع إسماعيل حمودة فيخشى على المحاصيل الزراعية المتواجدة في مزرعته من التلف بسبب تلك الموجة الشديدة الحرارة، موضحاً انه يتبع التعليمات التي تقوم بنشرها الوزارة لتوعية المزارعين بكيفية التعامل مع المنتجات الزراعية في مثل تلك الظروف والأوقات شديدة الحرارة من السنة.
إجراءات احتياطية
بدوره، أكد مدير دائرة الإنتاج الحيواني بوزارة الزراعة، طاهر أبو حمد على ضرورة اتخاذ إجراءات واحتياطات لمواجهة موجة الحر تجنباً لحدوث خسائر مالية كبيرة تقدر بآلاف الدولارات في حال حدوثها.
وأوضح أبو حمد” أن الوضع مسيطر عليه حتى الآن وأن المزارعين لديهم وعي كبير في مواجهة مثل هذه الأزمات، معربا عن تخوفه من استمرار ارتفاع درجات الحرارة خلال الأيام القادمة ومن أن يؤدي ذلك إلى ارتفاع في نسبة النفوق وخسائر تقدر بآلاف الشواكل إن لم يتم اتخاذ الاحتياطات اللازمة.
وبين أن من أبرز هذه الاحتياطات المتعلقة بالجانب الحيواني أن يتم رش أسقف مزارع الدواجن وحولها بالمياه، وإعطاء فيتامين سي للدواجن للتخفيف من الإجهاد الحراري الذي يمكن أن يصيبها.
وأضاف أبو حمد:” كذلك التقليل من كثافة الطيور داخل المزرعة فبدلاً من عشر طيور في المتر المربع التقليل إلى ثمانية، بالإضافة إلى وضع قطع ثلجية داخل براميل مياه الشرب الخاصة بالدواجن، وإن أمكن وضع مراوح لتهوية المزرعة”.
وأشار إلى أن إتباع كل هذه الإجراءات من شأنه أن يقلل من نسبة نفوق الدواجن ومواجهة درجات الحرارة المرتفعة المتوقع أن تستمر حتى الأيام القادمة، لافتاً إلى أن الالتزام بهذه الإرشادات يجنب المزارع خسائر كبيرة.
ونوه أبو حمد إلى قيام وزارة الزراعة بإرسال أكثر من ألف رسالة لجميع مربي الدواجن ليستعدوا لمواجهة ارتفاع درجات الحرارة، بالإضافة إلى التواصل الميداني مع المزارعين والمهندسين وتوزيع نشرة إرشادية تم توزيعها على المزارعين لتوجيههم لمواجهة ارتفاع درجات الحرارة.
وحول تأثير انقطاع التيار الكهربائي على هذه المزارع، أكد أن أصحاب المزارع يعتمدون بشكل كبير وأساسي على التيار الكهربائي في تخفيف درجات الحرارة على الحيوانات من خلال استخدام المراوح ومرشات المياه وكذلك في توفير الإضاءة لمزارع الدجاج البياض واللاحم، مشيراً إلى أن انقطاع الكهرباء لساعات طويلة سيفاقم من الأزمة التي تواجهها مزارع الدواجن وقطاع الثروة الحيوانية.
ونصح المزارعين بالإعلان عن أي مشاكل يتعرضون لها بالتواصل مع وزارة الزراعة ودائرة الإنتاج الحيواني في أي محافظة من محافظات القطاع لتلقي الإرشادات المناسبة وتنفيذها للتقليل من نسبة النفوق وحل الإشكاليات التي يتعرضون لها.
نصائح وإرشادات
بدوره، أكد مدير عام الإرشاد الزراعي بالوزارة م.نزار الوحيدي أن ارتفاع درجات الحرارة قد بدا تأثيره بشكل ملحوظ على اللوزيات حيث لوحظ بتساقط اللوزيات بشكل كبير إضافة إلى ظهور بعض الآفات الزراعية والأمراض الفطرية على النباتات بشكل عام الأمر الذي يكلف المزارعين نتيجة الاستخدام المبكر للمبيدات والعلاجات الزراعية.
وقال الوحيدي : “مع ارتفاع درجات الحرارة تكون البيئة مناسبة لتكاثر الحشرات كذبابة الفاكهة وغيرها من الحشرات التي تصيب المحاصيل بالأمراض التي تساهم في تلفها وبشكل سريع“.
وأضاف:” قد يتأثر محصول العنب بسبب الأمراض الفطرية الناتجة عن زيادة الأمطار والرطوبة الزائدة على الرغم من تواجده هذا العام وبكثرة”.
وبين أن هناك عددًا من الاحتياطات والتدابير الواجب اتخاذها لتفادي أثر موجة الحر على قطاعات الزراعة المختلفة، كالزراعة المحمية حيث ينصح بريها صباحاً أو مساء على فترات متقاربة، مع الابتعاد عن ريها في ساعات الظهيرة“.
وأكد أنه كلما كانت مساحة الأوراق كبيرة كلما كانت سريعة للتلف في حال ارتفعت درجات الحرارة بشكل يفوق ال40 درجة مئوية .
وشدد على ضرورة تجنب تسميد المحاصيل خلال فترة موجة الحر لتفادي تأثرها الضار على النباتات”، داعيا المزارعين إلى ضرورة استخدام الري الضبابي في ساعات النهار فقط، لتوفير رطوبة جوية وتخفيض درجة الحرارة داخل البيوت البلاستيكية “.
ونصح بالري بكمية من 60-70 % من السعة الحقلية أثناء ارتفاع درجات الحرارة، وري البندورة عند قرارة تنشوميتر من 25-35 سنتيبار، والخيار من 20-25 سنتبار، داعياً إلى تفقد النقاطات لتفادي إغلاقها وعدم وصول المياه للنباتات.
وأكد الوحيدى على ضرورة حماية المحاصيل بالبيوت البلاستيكية ورش الشيد أو التراب، وإجراء عملية غسيل للشبك “الريشت” من الداخل لزيادة التهوية، وعدم إغلاق البيوت بالنايلون وتركها مفتوحة في جميع الاتجاهات.
وأوصي الوحيدى المزارعين بري الخضار المكشوفة في الحقول مساء وبكمية وفيرة من المياه على فترات متقاربة.
وطالب المزارعين باستخدام أسلوب الري التكميلي مساء فيما يخص الخضار البعلية والأشجار المثمرة لري الأشتال خلال موجة الحر، مع ضرورة أزله الأعشاب الضارة وعزق التربة حول الاشتال لتقليل فقد المياه من التربة والعمل على تجنيب الخضار من التعرض مباشرة لأشعة الشمس
وأشار إلى ضرورة تظليل الثمار وتجنب تعرضها لأشعة الشمس المباشرة، كما ينصح بإجراء عملية التوريق للعنب لزيادة التهوية.
وطالب الوحيدي المزارعين وأصحاب مزارع الدواجن بضرورة إتباع الإرشادات التي تقدمها الوزارة وعدم الاكتفاء بما يقدمه لهم الأصدقاء من نصائح أو مروجي الأسمدة والمبيدات، باعتبار أن ما يصدر من معلومات من قبل الوزارة هو المعلومة الأكيدة والمعتمدة لأنها الأكثر معرفة بالوضع .
المصدر:وكالة الرأي – سمر العرعير
Discussion about this post